دقت منظمة الأممالمتحدة ناقوس الخطر من موت حقيقي اصبح يهدد أكثر من 14 مليون شخص في عدة دول في شرق القارة الإفريقية بعد أن تقاطع شح المواد الغذائية والكوارث الطبيعية في خانة تهديد حياة هؤلاء الجياع. وحذرت عدة منظمات إنسانية أممية من مخاطر الكوارث الطبيعية التي تعصف بمنطقة إفريقيا الشرقية باستفحال ظاهرة الجفاف التي اضيفت الى النزاعات المسلحة التي تزداد حدة من يوم إلى آخر ومن منطقة الى أخرى. وعرفت هذه الوضعية سوءا في ظل استمرار ارتفاع اسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك والمواد الطاقوية بالاضافة الى انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة. وتقاطعت كل هذه العوامل مع ظاهرة الفقر المدقع التي تعيشها هذه الدول مما اصبح يهدد الأطفال والنساء والمرضى بموت محقق في حال تماطلت الدول الغنية في ارسال مساعداتها لانقاذ حياة هؤلاء. وذكرت منظمات إنسانية أممية بالعاصمة الكينية نيروبي أن أزيد من 14 مليون شخص مهددين بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم تسارع الدول المانحة إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة. وقال بيتر سموردون المتحدث باسم البرنامج العالمي للتغذية بنيروبي، إن الوضع هذه السنة جد خطير بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية من جهة والجفاف الذي ضرب مناطق شاسعة من افريقيا الشرقية من جهة اخرى. من جانبها، قالت منظمة "اوكسفام" البريطانية إن مابين 9 الى 13 مليون شخص في منطقة افريقيا الشرقية بحاجة عاجلة الى مساعدات انسانية بسبب تعرضهم الى خليط مميت جمع بين كوارث طبيعية واخرى صنعتها يد الانسان. وحذرت المنظمة البريطانية من أن الارتفاع المذهل لأسعار المواد الغذائية يهدد حياة الملايين من البشر بمجاعة خطيرة. وامام هذه الوضعية، وجّه برنامج الغذاء العالمي نداء عاجلا باتجاه الدول المانحة لجمع 254 مليون اورو بهدف سد الاحتياجات الغذائية لملايين الاشخاص المهددين بالمجاعة الى غاية نهاية العام الجاري خاصة في الصومال واثيوبيا اضافة الى جيبوتي وكينيا واوغندا. وحذر بيتر جوسينز مدير برنامج التغذية العالمي في الصومال، أمس، من خطورة الوضع الإنساني في هذا البلد بسبب ندرة المحاصيل لعدم هطول الأمطار بشكل كاف في جنوب ووسط البلاد. وقال إن عدم معالجة هذا الأمر سيتسبب في كارثة مماثلة لتلك التي تعرضت لها أثيوبيا في سبعينيات القرن الماضي" . ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي توقعت فيه وكالات الإغاثة الإنسانية تزايد عدد الصوماليين الذين يحتاجون للطعام خلال الأشهر القليلة المقبلة بسبب قلة إمدادات الغذاء التي يتم توفيرها للمعوزين. ولا يختلف الوضع كثيرا في اثيوبيا التي تعاني بدورها من خطر الجفاف مما اعاد الى الأذهان شبح المجاعة التي ضرب هذا البلد سنة 2003 .