أوفد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ممثل دبلوماسيته إلى الجزائر، في زيارة عمل تنهي التوتر السياسي بين البلدين الذي تفاقم منذ إعلان دول الساحل عن إنشاء قوة عسكرية بنواكشوط تدعمها فرنسا تحديدا. ويقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية، اسلكو ولد احمد إزيد بيه، بزيارة إلى الجزائر، ابتداء من اليوم، واوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن اسلكو ولد احمد إزيد بيه، سيحل بالجزائر بصفته مبعوثا خاصا إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حاملا رسالة من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز. وسيتطرق وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، حسب نفس البيان، خلال محادثاته مع نظيره الموريتاني، إلى العلاقات الثنائية وسبل تنشيط وتوسيع التعاون الجزائري-الموريتاني، تحسبا لاجتماع الدورة الثامنة عشر للجنة المشتركة الكبرى المقرر عقدها بالجزائر قبل نهاية سنة 2016. كما سيتناول الطرفان يضيف المصدر ذاته، المسائل السياسية والاقتصادية الدولية والقضايا العربية الراهنة على ضوء التحضيرات الجارية للقمة العربية المقبلة التي ستلتئم بنواكشوط نهاية شهر جويلية 2016. وتأتي زيارة المسؤول الموريتاني إلى الجزائر، بعد أن قرر البلدين العودة للتنسيق الأمني في ديسمبر الماضي، إثر وساطة تونسية أسفرت عن تخفيف التوتر بين البلدين، وإنهاء أزمة دبلوماسية تواصلت 6 أشهر، إلَا أن هذه التهدئة عادت إلى حالة الفتور مع إعلان دول الساحل عن إنشاء قوة عسكرية بالمنطقة، تضم موريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو ومالي، وهي المجموعة التي تقف وراءها أوروبا وفرنسا تحديدا. ومطلع الشهر المنصرم، التقى عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والإفريقية، بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في نواكشوط، وهيمن الوضع الأمني في الساحل الإفريقي والترتيبات لعقد القمة العربية في نواكشوط على مباحثات الجانبين، حيث أبرز مساهل أنه ”حمل رسالة إلى الرئيس ولد عبد العزيز، رسالة أخوة وصداقة وإرادة من أخيه بوتفليقه، تتعلق بتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية التاريخية القائمة بين البلدين الشقيقين، والتشاور وتبادل الآراء حول القضايا التي تهم منطقتنا وبالخصوص كل ما يتعلق بالاستقرار والسلم في البلدين ومنطقتنا”. وتسعى نواكشوط إلى طمأنة الجزائر من تخوفات تحالف مجموعة الساحل، إذ يرى مراقبون أن تنامي التنسيق الأمني في المنطقة من دون الجزائر في إطار ما بات يعرف بمجموعة الساحل، أثار شيئا من الشك والريبة لدى الجزائر.