كشف البروفسور محمد أرزقي العضو المؤسس للفيدرالية المغاربية لعلم الأعصاب، عن تسجيل 16 ألف حالة للتصلب العصبي المتعدد أو ما يعرف بالسكليروز في الجزائر، مؤكدا أن هذا الداء يعتبر السبب الرئيسي للإعاقة العصبية لدى الشباب البالغ، فيما أعلن الدكتور كريم بن ضو، رئيس مخبر ”ميرك” لمنطقة شمال إفريقيا والغربية عن إطلاق برنامج مبتكر للمرضى المصابين به. أفاد البروفيسور محمد أرزقي على هامش المؤتمر المغاربي لعلم الأعصاب الذي أقيم بفندق الأوراسي في العاصمة، بمشاركة حوالي 300 طبيب أعصاب من الجزائر والمغرب وتونس في أشغال أن الجزائر تسجل 16 ألف مصاب بداء التصلب المتعدد وتحت شعار تقاسم المعرفة العلمية، أدار هذا الأخير الجلسة التفاعلية وقام بتسليط الضوء على أحدث الممارسات الإقليمية والمعلومات المقدمة في علم الأوبئة الخاص بمرض التصلب العصبي المتعدد في شمال أفريقيا، مشيرا إلى أهمية التشخيص المبكر لهذا المرض، مؤكدا أن التصلب العصبي المتعدد تعتبر السبب الرئيسي للإعاقة العصبية لدى الشباب البالغ. وفي السياق، شدت مختلف المداخلات اهتمام المشاركين عشية اليوم العالمي لداء التصلب المتعدد، والذي يصادف تاريخ 26 ماي من كل سنة، أين شكل المؤتمر المغاربي لعلم الأعصاب فرصة لمخبر ”ميرك” لكشف النقاب عن آخر ابتكاراتها للمرضى الجزائريين المصابين بداء التصلب المتعدد، بالإضافة الى المناهج العلاجية. وفي مداخلة قدمها رئيس المخبر لمنطقة شمال إفريقيا والغربية، الدكتور كريم بنضو، تم الإعلان عن إطلاق قريبا لبرنامج مبتكر لدعم المرضى في الجزائر يهدف لتقديم الدعم لهم طوال مدة علاجهم ومرافقة تساعدهم، على أن يتحلو بحياة طبيعية ومريحة. وشدد الدكتور بن ضو على الالتزام دائما على دعم المجتمع العلمي الجهوي والاعتراف بأهمية إنشاء نظام بيئي ومحيط يحفز ويشجع على تبادل المعارف والخبرات بين الدول، وإنتاج قيمة مضافة للمرضى المصابين بداء التصلب المتعدد. وفي هذا الإطار، دعت العديد من جمعيات المصابين بتصلب الأعصاب من مخاطر مرض التصلب العصبي المتعدد باعتباره مرض مزمن قادر على التسبب في إحداث مجموعة متنوعة من الأعراض، من بينها ضعف العضلات، والتشنجات، والإحساس بالوخز، وصعوبة الحركة، والاكتئاب، ومشكلات في الرؤية، وصعوبة في الكلام، والتعب الشديد والألم، كما يتسبب في الإعاقة بسبب اضطراب في جهاز المناعة، ما يؤثر سلبا على الدماغ والحبل الشوكي، بالإضافة إلى أعراض المرض العامة كالتعب والإرهاق والإحساس بتنميل في الوجه وجذع الجسم والدوخة، فقد تظهر على المريض أعراض أخرى حسب موقع الإصابة، ومنها الاكتئاب النفسي، وإصابة العصب البصري، واضطراب توازن الجسم، وصعوبة التحكم في التبول، ما يدمر هذا المرض ببطء غشاء المايلين الذي يحيط بالأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية، ويخلف بقعا في الخلايا العصبية بجميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة الرسائل المرسلة من المخ إلى أجزاء الجسم.