قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس الأربعاء، إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل لا يزالون محاصرين داخل مدينة الفلوجة معقل تنظيم الدول الإسلامية ”داعش”، ويواجهون خطر التجنيد القسري والانفصال عن ذويهم. وقال بيتر هوكينز ممثل المنظمة بالعراق في بيان: ”منذ بدء الحملة العسكرية على الفلوجة، تمكن عدد قليل جداً من العائلات من مغادرتها. وقد نزحت معظم العائلات إلى مخيمين، بينما لجأ آخرون إلى أقاربهم أو عائلات. وبينما يستمر العنف بالتصاعد في الفلوجة وكافة أنحاء العراق، هناك مخاوف بشأن حماية الأطفال الذين يواجهون مخاطر التجنيد القسري في القتال والانفصال عن عائلاتهم”. ولفت هوكينس إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للتجنيد القسري في القتال يجبرون على حمل السلاح واستخدامه والقتال في حرب الكبار. وتناشد اليونيسف كافة أطراف النزاع بحماية أطفال الفلوجة وتأمين الخروج الآمن لأولئك الذين يرغبون في مغادرة المدينة وضمان بيئة آمنة للمدنيين الذين فرّوا من القتال. ومن جهتها، أعربت ممثلة الأممالمتحدة في العراق، ليز غراندي، من جنيف، عن قلقها بشأن مصير مئات العائلات العراقية التي يحاصرها التنظيم الإرهابي ويستخدمها دروعاً بشرية في الفلوجة، وأضافت إن مسلحي التنظيم يطلقون النار على كل من يحاول الفرار ويحاولون تجنيد الأطفال في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. وأحكمت القوات العراقية، يوم أمس، الطوق على عناصر التنظيم في الفلوجة من معظم المحاور، بعد تمكنها من عزل الصقلاوية عن الفلوجة التي تتواصل بها معارك طاحنة بين الجيش العراقي الذي يقاتل بمعية قوات الحشد الشعبي وفصائل العشائر، مدعومين بطيران التحالف الذي تقوده واشنطن لمكافحة ”داعش”، لاستعادة المدينة بالكامل من قبضة التنظيم. وقال مصدر مسؤول إن المئات من السكان، أغلبهم من النساء والأطفال، فروا من المدينة، يوم الجمعة، عندما بدأ الهجوم على المدينة. وقال الجيش إن قوات الأمن أجلت قرابة 760 شخص فروا من مناطق شرق وجنوب شرق الفلوجة. وأعلن دلف الكبيسي، المستشار الأمني لمحافظ الأنبار يوم أمس، تحرير الجزء الشمالي من الفلوجة، من سيطرة ”داعش” وإلحاق خسائر فادحة بالتنظيم. وقال الكبيسي، ل”سبوتنيك”، أن القوات العراقية رفعت العلم العراقي في الصقلاوية، شمالي الفلوجة، أخطر معاقل تنظيم ”داعش” في الأنبار، غربي البلاد. وتابع المسؤول العراقي القول إن فرار عناصر التنظيم من مناطق تقدم القوات العراقية، في معركة الفلوجة، وباقي مدن الأنبار التي خسر التنظيم سيطرته عليها، يتم من مدينة الصقلاوية وبتحريرها انقطعت الإمدادات على التنظيم من وإلى الفلوجة. وتشن القوات العراقية منذ أيام هجوما عارما على الفلوجة لتحريها من سيطرة ”تنظيم ”داعش”، حيث وصلت القوات إلى مشارف الفلوجة يوم الاثنين وواجهت مقاومة عناصر التنظيم. وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن الجيش العراقي صدّ أمس هجوما عنيفا ل”داعش” على ناحية كبيسة جنوبي هيت، وقتل عشرات الدواعش. وأشارت ذات المصادر إلى أن التنظيم استخدم انتحاريين وسيارات ملغومة في المعارك، وأن المعارك أسفرت عن مقتل ثمانية عناصر من الجيش العراقي بينهم ضابطان.