تمكنت القوات المسلحة العراقية، في وقت مبكر من صباح أمس، من دخول الفلوجة الواقعة غربي البلاد، ما ينذر بانطلاق مرحلة جديدة من عملية استعادة المدينة التي تعّد معقلا لتنظيم ”داعش” الإرهابي لدحرها نهائيا، حسبما أعلن قادة عسكريون. وأعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، يحيى رسول، عن دخول القوات العراقية إلى الفلوجة لتحريرها من تنظيم ”داعش” الإرهابي. وقال رسول لوكالة سبوتنيك الروسية: ”دخلت وحدات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية الفلوجة اليوم لتحريرها من مجاميع تنظيم ”داعش”. وأكد ”أن القوات بكامل العدة والعدد ومعنويات عالية، وعزيمة قتالية، في الوقت الذي يرافق ذلك ضعف المعنويات وتراجع عناصر ”داعش” بعد دخول القوات. وبدوره أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجح العيساوي، للوكالة، انطلاق معركة تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم ”داعش” منذ فجر أمس. وأوضح العيساوي أن القوات المقتحمة تضم جهاز مكافحة الإرهاب والفرق التكتيكية والشرطة الاتحادية.وصرح صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة الصحافة الفرنسية: ”لقد بدأنا عملياتنا لدخول الفلوجة في وقت مبكر من هذا الصباح”. وأعلنت قيادة الجيش العراقي عن صدها هجوم مباغت لداعش على خطوط القوات المشتركة في الصقلاوية شمال غربي الفلوجة والسيطرة على جسر حيوي يربط المدينة بشمال الفلوجة. وشنّت قوات البيشمركة مدعومة بطائرات التحالف الدولي، يوم أمس، هجوماً على عناصر التنظيم الإرهابي في محور الخازر قرب مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى. وكانت قوات الپيشمركة تمكنت يوم الاحد من تحرير ثماني قرى من سيطرة التنظيم. ”داعش” يتخلّص من جرحاه ! وقال مصدر طبي لقناة ”السومرية” العراقية، أمس، إنّ عناصر تنظيم ”داعش” الارهابي قتلوا زملاءهم الجرحى، بحقنهم بمادة ”كلوريد البوتاسيوم”، السامة، وهم يرقدون في مستشفى ”الفلوجة”. وأضاف أن التنظيم يخشى من القبض على المصابين، في ظل عدم قدرتهم على استيعاب هذا العدد منهم، بعد خسارتهم معارك الفلوجة. يذكر أنّ القوات العراقية دخلت مدينة الفلوجة في 23 ماي الحالي، من ثلاث نقاط، مدعوما في ذلك بقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري، والقوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي. ويأتي دخول القوات العراقية إلى هذه المدينة بعد أيام من المعارك الضارية وتطويقها بالكامل. ويعد دخول الفلوجة إنجازا كبيرا للقوات المسلحة العراقية وضربة قوية للتنظيم الارهابي غرب العراق والذين لم يبقى أمامهم سوى الانسحاب نحو الموصل أو نحو الأراضي السورية والأردنية. وذكرت تقارير عراقية رسمية أنه أعطيت الأولوية لمعركة الفلوجة، التي سيطر عليها التنظيم منذ بداية عام 2014، بتجنيد قوة تعدت ال30 ألف جندي لقربها من خواصر العاصمة بغداد، وتعتبر الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق، أخطر أوكار تنظيم ”داعش”. وقالت تقارير استخباراتية وعالمية إنّ الفلوجة أصبحت حصنا منيعا لا يمكن اختراقه، ما دفع القيادة العسكرية في العراق إلى تأجيل تحريرها لمرّات لوجود العوائل التي شكلت هاجسا قويا للحكومة العراقية. وفي السياق، أفادت الشرطة العراقية ومصادر طبية بمقتل وإصابة 70 عراقيا في تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة العراقيةبغداد، يوم أمس، تزامنا مع انطلاق عملية اقتحام الفلوجة المجاورة. وقال شهود عيان إن سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت عند سوق شلال في منطقة الشعب شمالي بغداد، ما أوقع عددا من القتلى والجرحى. وألحق التفجير أضرارا بالممتلكات، وهو الثاني الذي تشهده المنطقة في أقل من شهر. وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الطارمية الواقعة إلى شمال العاصمة. وأكدت مصادر أمنية ومحلية وقوع العديد من القتلى والجرحى. وترددت أنباء عن استهداف مركز للشرطة. وقال شهود ومصادر أمنية إن دراجة نارية كانت موضوعة على جانب الطريق انفجرت في حي مكتظ بمدينة الصدر شرقي بغداد. وشهدت بغداد على مدى الأسابيع الماضية تفجيرات تبناها تنظيم داعش واستهدفت اسواقا شعبية وتجمعات مدنية وقتل على إثرها العشرات.