* لواء في الجيش السوري: واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها شمال سوريا كشفت صحيفة ”تايمز” البريطانيّة، في عددها الصادر صباح أمس، أنّ قوات بريطانية خاصة تقود جبهات القتال على الأرض في سوريا إلى جانب المعارضة لصد الهجمات اليومية التي يشنّها تنظيم الدولة الإسلامية جنوب شرق البلاد. وقال تقرير أعدته سارة اليزابيث وليامس، مراسلة الصحيفة بعمان إنّ العملية هي اول دليل على تورط القوات البريطانية المباشر في البلاد التي تمزقها الحرب وأنها لم تعد تقتصر على مجرد تدريب المعارضة في الاردن، كما أعلن عنه في السابق. وتضيف الصحيفة أنّ القوات البريطانية المتمركزة في الأردن تدخل سوريا بشكل متكرر لمساعدة جيش سوريا الجديد، المنشق عن الجيش الحكومي، والذي أعيد تشكيله من طرف الأمريكان والانجليز ويسيطر حاليا على معبر التنف الحدودي مع العراقجنوب شرق سوريا. ولفتت الصحيفة إلى أنّ نشر القوات الخاصة لا يحتاج إلى موافقة مجلس العموم البريطاني، مذكرة بفشل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الحصول على الأصوات الكافية في المجلس لإقرار قيام المقاتلات البريطانية بضربات جوية ضد مواقع القوات الحكومية في سوريا. ويضيف تقرير أنه منذ ذلك التاريخ لجأت لندنوواشنطن إلى نشر قواتهما الخاصة لتدريب ومساعدة جماعات المعارضة في الحرب ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين يقاتلون اليوم على أربع جبهات في سورياوالعراق. وقال الملازم أول محمد الصلاح، القيادي في ”جيش سوريا الجديد” للصحيفة إن الهجمات الانتحارية قد دمرت بنية قاعدة التنف وإن القوات البريطانية قد عبرت من الأردن لمساعدتهم لإعادة تحصين دفاعهم، مضيفا أن المساعدات اقتصرت في السابق على توفير الدعم اللوجيستي فحسب دو المشاركة في العمليات القتالية. وسيطرت فصائل المعارضة على معبر التنف الاستراتيجي الواقع بريف حمص الجنوبي الشرقي عند الحدود السورية العراقية، في مارس الماضي، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقتذاك أنّ مسلحين دخلوا الأراضي السورية من الأردن، حيث تم تدريبهم قبل أن يتوجهوا إلى التنف التي يسيطر على الجانب العراقي منها تنظيم الدولة الإسلامية. وكان التنظيم الجهادي سيطر في ماي 2015 على تدمر والتنف الذي يبعد المعبر 240 كلم من تدمر الأثرية، آخر معبر حدودي مع العراق كان بيد القوات السورية. وأجبرت الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب من الجانب السوري من المعبر ما سهل تقدم الفصائل المعارضة المسلحة، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وفي السياق، قال الخبير العسكري واللواء في الجيش السوي يحيى سليمان إن واشنطن تستغل الأكراد وبعض القبائل العربية شمال سوريا لإيجاد موطئ قدم لها ضمن ما يسمى ب”عملية تحرير الرقة”. وأكد سليمان في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الإيرانية في دمشق أن الجيش السوري وصل إلى أعتاب مطار الطبقة العسكري لينطلق منه باتجاه تحرير مدينة الرقة. مضيفا بأنّ ”الرقة موجودة على سلّم أولويات الجيش السوري ومع الحراك الذي يحصل شمال الرقة، حيث دخلت أمريكا بشكل مباشر لدعم مجموعات معينة لتتجه نحو مدينة الطبقة جنوب غرب الرقة، بادر الجيش السوري عندها ليطلق عملية عسكرية لتحرير الطبقة ليقول لأمريكا ألا أحد غير الجيش السوري سيحرر الطبقة من رجس الإرهابيين”. وأكد سليمان أن ”الجيش السوري حضّر للعملية بشكل جيد وحشد التعزيزات الكافية لها والأمور تجري بنجاح”، لافتاً أن ”الجيش السوري دمّر خلال العملية العديد من الخطوط الدفاعية للتكفيريين ووصل إلى أعتاب مطار الطبقة العسكري، الذي سيشكل قاعدة ارتكاز للجيش السوري لينطلق منه باتجاه تحرير مدينة الرقة وسد الفرات الاستراتيجي”. وأوضح سليمان أن ”عملية الجيش السوري تهدف إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي الذي يصل شمال وشرق مدينة حلب بمدينة الرقة ما سيشكل ضربة قاسية للمجموعات الإرهابية، المنشغلة حالياً بمعارك مع الوحدات الكردية أو ما يسمى ”قوات سوريا الديمقراطية”. وأضاف اللواء سليمان: ”إن ما يسمى ”قوات سوريا الديمقراطية” اخترعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية تعبيراً عن إفلاسها جراء ما تسميه ”المعارضة المعتدلة” التي تثبت يوماً بعد يوم فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، وبعد أن أنفقت ما يقارب 500 مليون دولار لإنشاء هذه المعارضة لكنها لم تستطع، لذا حاولت واشنطن استغلال الأكراد وبعض القبائل العربية ليكون لها موطئ قدم فيما يسمى ”عملية تحرير الرقة”.