سارعت السفارة العراقية في الجزائر إلى سحب إعلان من بوابتها الإلكترونية، يعلن عن تسهيلات استثنائية للراغبين في الذهاب إلى مزارات الشيعة في النجف وكربلاء، بعد حملة قادها نشطاء ضد الخطوة العراقية. واضطرت السفارة العراقية في الجزائر تحت ضغط غضب شعبي، إلى سحب إعلان من بوابتها الإلكترونية بمنح تأشيرات سفر وتسهيلات استثنائية للجزائريين، الراغبين في الذهاب إلى مزارات الشيعة في النجف وكربلاء، في خطوة غير مسبوقة. ولم تتطرق الجهات الرسمية إلى ظاهرة التشيع إلا مؤخرا، حين اتهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، جهات أجنبية بما سماه ”التشويش” على الجزائريين، من خلال نشر الطائفية وتشجيع التشيع، وأعلن في وقت سابق تشكيل جهاز تفتيش يتولى مكافحة حركات التشيع في الجزائر بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، مؤكدا أن الجزائر مستهدفة في مرجعيتها الدينية. وأشار إلى وجود ”مخططات طائفية لزرع الفتنة في المجتمع الجزائري”. ومن المبادرات الرامية إلى المحافظة على مرجعية الجزائريين الدينية، إنشاء مرصد الفقه المالكي مع الانفتاح على تطور العصر، وتأسيس المرصد الوطني لمكافحة التطرف سنة 2015، الذي يهدف للوقاية من الانحرافات والانجرار الطائفي وكافة أنواع التطرف الديني والدفاع عن الممارسة الصحيحة للدين الإسلامي. وسبق لزعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، أن توجه برسالة إلى شيعة الجزائر في شهر نوفمبر من العام الماضي، دعاهم فيها إلى عدم التقوقع والخوف من ”الثلة الضالة”، في إشارة إلى السلفيين. وتعمل في المقابل السفارة الإيرانية على نفس المنوال، فما فتئت تدعو إلى تسهيل فتح مراكز ثقافية في المدن الكبرى لاستقبال فنانين ومثقفين يتبعون مذهبها.