بقيادة العراقوإيران ** * الحكومة مطالبة بالتحرك العاجل لوقف اختراق الجزائر ** تستغل كل من إيرانوالعراق سياسة غض الطرف التي تنتهجها السلطات بهدف اختراق الجزائر وتشييعها وضرب وحدتها المذهبية حيث كثفت الملحقات الثقافية للبلدين من حملاتهما ذات الطابع الديني مؤخرا ما جعل خبراء ومراقبين يدقون ناقوس الخطر مطالبين الحكومة بالتحرك العاجل لحماية عقيدة الجزائريين. ودخلت السفارة العراقية في الجزائر على خط الاستقطاب المذهبي عبر فتح بوابة إلكترونية ومكتب خاصين بمنح تأشيرات سفر لفائدة الجزائريين الراغبين في القيام بزيارات دينية إلى العراق. وأصدرت السفارة بيانا جاء فيه (تعلن سفارة جمهورية العراق في الجزائر للأشقاء الجزائريين من الشيعة أو الراغبين في التشيع عن إمكانية التقدم لغرض الحصول على سمة الدخول إلى الأراضي العراقية لأغراض الزيارات الدينية (مزارات الشيعة في النجف وكربلاء)). وأثار هذا البيان ردود فعل مستنكرة ومطالب للحكومة بالتدخل العاجل والتحرك ضد استهداف عقيدة الجزائريين والدعوة المبطنة إلى التشيع من قبل سفارة العراق. من جانبها تتحرك السفارة الإيرانية التي ما فتئت تطالب السلطات الجزائرية بتسهيل فتح مراكز ثقافية في المدن الكبرى على أكثر من واجهة من خلال لقاءات مع فنانين ومثقفين كما أنها ترعى في سرية نشاط المجموعات الشيعية. ويشار إلى أن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر توجه برسالة إلى شيعة الجزائر في شهر نوفمبر من العام الماضي دعاهم فيها إلى عدم التقوقع والخوف من _الثلة الضالة_ في إشارة إلى السلفيين. وأعادت تصريحات الزعيم الشيعي طرح الجدل حول مسألة التشيّع في الجزائر ومدى تأثيرها على المنظومة العقائدية السائدة في بلادنا وعلى نظام الحكم نفسه باعتبار أن المد الشيعي يستمدّ وجوده من الدعم الإيراني المرتبط أساسا برغبة في التوسع وحذّر مراقبون من دعوة الصدر لشيعة الجزائر إلى التحرك وهو ما يستوجب بحسب اعتقادهم مراقبة التحركات المشبوهة لبعض الجماعات الشيعية وخاصة عدم التهوين من ظاهرة التشيّع في بعدها السياسي والتي اخترقت حدود الجزائر منذ سنوات طويلة. وكان مجهولون أقدموا في العام الماضي على كتابة شعارات تشيد بالتشيّع وتدعو إليه على العديد من الجدران شرق الجزائر العاصمة وقد فتحت السلطات الرسمية تحقيقا في هذا الغرض. ورجّح مراقبون حينها أن يكون أصحاب الشعارات أرادوا تمرير رسالة مضمونها أن ظاهرة التشيع حقيقة لا مفر منها خاصة أن إطلاق صيحات الفزع من خطورة هذا التشيع على الجزائر قد بدأ منذ سنوات عديدة. الخبراء يحذرون حذر الباحث الجزائري عبدالحفيظ غرس الله من أن انتشار المد الشيعي في الجزائر وتحوله إلى ظاهرة شديدة الخطورة إذ انتقل بحسب تعبيره من مرحلة _إقامة نخبة شيعية_ إلى بناء _قاعدة شعبية شيعية_ يضمنها تشيع عائلات بأكملها في العديد من المناطق ما سيساعد على ضمان أعداد كبيرة من المتشيعين بالولادة سنويا. ويعتبر مراقبون أن غياب التأطير الديني وهشاشة المنظومة الدينية في بعدها الهوياتي جعلا العديد من الجزائريين يستهلكون كل النماذج العقائدية الوافدة من الخارج دون بحث وتمحيص. وسبق أن أكد الباحث في الأنثروبولوجيا الدينية حمو فرعون أن _التشيع في منطلقاته وفي أصوله وفصوله هو مذهب سياسي وليس مذهبا عقائديا_ موضحا أن عقائد الشيعة التي ظهرت متأخرة في التاريخ قد أخذوها أصلا من المعتزلة. وأفاد حمو فرعون في تصريحات ل(سي أن أن) العربية بأن عوامل انتشار المذهب الشيعي في الجزائر كانت نتيجة العولمة والثورة الخمينية وشعارات حزب الله وصراعه مع الصهاينة إضافة إلى تواجد جماعة حزب الدعوة العراقي خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي بالجزائر . هكذا ردت الحكومة لم يكن الرد الحكومي في مستوى الخطر الشيعي على الوحدة الوطنية بينما تقوم مصالح الأمن بجهود ميدانية كبيرة لرصد وتفكيك خلايا نشر التشيع والمذاهب الدخيلة على الجزائريين مثل الطائفة الأحمدية حيث تمكنت قوات الأمن في ولاية البليدة مؤخرا من تفكيك شبكة تنتمي لما يسمى بالطائفة الدينية الأحمدية وتم القبض على تسعة أشخاص حيث وجهت لهم اتهامات بالمساس بالأمن والسلم الاجتماعي حسب ما أوردته مصادر إعلامية. وصرح وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بأن تيارات تحاول اختراق المجتمع الجزائري مثل الطريقة الأحمدية والمذهب الشيعي أفكارها لا تتماشى مع الإسلام الوسطي الذي تؤمن به غالبية من الجزائريين محذرا من التطرف الديني من خلال الأفكار التي تحملها هذه المذاهب التي تستهدف إبعاد الجزائري عن منهجه وتبث الفرقة والطائفية وسط المجتمع . من جانبه اعتبر وزير الشؤون الدينية السابق بوعبدالله غلام الله أن التشيّع في الجزائر لا يشكل خطورة كبيرة ولا يعدو أن يتطور إلى مستوى ظاهرة اجتماعية حتى وإن كانت الطقوس العاشورائية تمارس ببعض الولايات.