أبدت الادارة الأمريكية قلقا بالغا إزاء ما وصفته بقصف روسي لمجموعات مسلحة تدعمها واشنطنجنوبسوريا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون”، يوم السبت، في بيان إنها طلبت استفسارات من موسكو بشأن غارات جوية نفذها سلاح الجو الروسي، قبل ثلاثة أيام، واستهدفت مقاتلي المعارضة السورية التي تدعمها واشنطن، مشيرة إلى أن القوات الروسية تجاهلت التحذيرات الأمريكية بوقف الهجوم. ونقل موقع سبوتنيك الروسي أنّ مسؤولين في وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية أجروا يوم السبت اتصالا عاجلا عبر الفيديو، ناقشوا خلاله الغارات الروسية. وقال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن مقاتلين يدعمهم التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة تعرضوا لقصف جوي روسي قبل أيام قليلة قرب معبر التنف على الحدود مع العراق. مؤكدا أن هؤلاء المقاتلين يفترض أنهم جزء من اتفاق ”وقف الأعمال العدائية”، الذي يرمي إلى تحقيق الهدنة في البلاد، وأنهم من القوات التي تقاتل مسلحي تنظيم ”الدولة الإسلامية”. وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا الجمعة عن مقتل عدد من ”المعارضين” جراء القصف وعدم الاستجابة لنداءات أرسلتها واشنطن عبر قنوات الطوارئ. ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الطائرات الروسية لا تضرب فصائل المعارضة السورية التي أعلنت انضمامها إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية. ويشار إلى أنّ استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، كان قد استقبل أول أمس، في دمشق وزير الدّفاع الروسي، سيرغي شويغو، في زيارة غير معلنة مسبقًا، وتعد الأولى لمسؤول عسكري روسيّ إلى سورية، منذ اشتعال فتيل الحرب التي تعصف بالبلاد قبل خمس سنوات. وقالت وكالة ”سانا” الرسميّة أن ”الرئيس الأسد التقى شويغو، الذي يقوم بزيارة عمل إلى سورية بتكليف من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأنهما بحثا التعاون العسكري بين البلدين والعمل المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابيّة على الأراضي السورية”. وأصدرت وزارة الدّفاع الروسية بدورها بيانا قالت فيه ‘تطرق الاجتماع إلى القضايا الراهنة حول التعاون العسكري والتقني بين وزارتي دفاع البلدين، فضلًا عن بعض جوانب التعاون في مكافحة المجموعات الإرهابية التي تنشط في سوريا. ولفت بيان الدفاع الروسية أنّ شويغو زار قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقيّة الساحلية. وتشن موسكو منذ 30 سبتمبر حملة جويّة بطلب من دمشق لمساعدة للجيش السوري على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومجموعات ‘إرهابية' أخرى. وقد ساعدت هذه الغارات القوات الحكومية على استعادة مناطق عدة من قبضة التنظيمات +*الإرهابية، كما تسببت في توتر بين الولاياتالمتحدة وروسيا. وتتهمها فصائل معارضة ودول غربية بينها الولايات المتّحدة باستهداف مجموعات معارضة أكثر من تركيزها على الإرهابيّين. وتؤمن الطّائرات الحربية الروسية حاليا الغطاء الجوي للجيش السوري في عمليته العسكرية ضد تنظيم داعش في ريف الرقة (شمال) الجنوبي الغربي. وفي 27 فبراير الماضي توصلت موسكووواشنطن إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية في سورية يستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة، لكنه تعرض لانتهاكات عديدة، لا سيّما في مدينة حلب قبل أن ينهار. ولم يعلن أي طرف انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية، وضغطت واشنطنوموسكو من أجل فرض اتفاقات تهدئة باءت بالفشل. وكان آخرها إعلان موسكو الخميس، عن تهدئة لمدة 48 ساعة، في مدينة حلب إلا أنها شهدت قصفًا عنيفًا على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة.