هذه ملامح الجبهة العالمية الجديدة *** الحرب (الداعشية) الأوروبية تشتعل --- توحّدت الرُؤى مرّة أخرى بين أقوى دول العالم فرغم الخلاف الدائر في العلن إلاّ أن الاتّفاق والأهداف الموحّدة تجمع في كلّ مرّة الشرق والغرب ويكون فيها دوما الخاسر الأكبر هم العرب والمسلمون كما هو الحال الآن والتاريخ يشهد. ق.د / وكالات تلوح في أفق ما بعد جريمتي باريس وإسقاط الطائرة الرّوسية في شبه جزيرة سيناء ملامح تحالف عالمي جديد ضد الإرهاب يجمع في طيّاته أطرافا كانت تختلف جذريا حول محاربة هذا الإرهاب. وبدا الانتقام من الهجومين عامل توحيد بين موسكووباريس أوّلا في سوريا تحديدا وهو ما قد يتمّ توسيعه ليضمّ دولا جديدة وأماكن جغرافية إضافية. الاتّفاق حصل بالفعل الثلاثاء بين الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين ونظيره فرانسوا هولاند وقد يشهد تتويجا رسميا بقرار دولي من مجلس الأمن طالبت به موسكو أمس الثلاثاء بصيغة (طلب التصويت فورا على مشروع قرار بتشكيل جبهة دولية موسّعة ضد الإرهاب) سيكون إن حصل التصويت تحت الفصل السابع طبعا. اتّفاق بوتين - هولاند بدا أساسا حول توحيد الحملة العسكرية ضد تنظيم (الدولة الإسلامية.. داعش) في سوريا وهو ما ترجمه البلدان في قصفهما المكثّف أخيرا بناءً على (التنسيق بين جيشي البلدين في محاربة الإرهاب في سوريا) حسب عرض الكرملين لمضمون الاتّصال الهاتفي بين الرئيسين. ويزور هولاند موسكو في 26 الحالي بعد واشنطن في 24 منه لبحث الحرب ضد (داعش) والموقف في سوريا كما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أمس في إطار (تحرّك المجتمع الدولي في الصراع ضد داعش والجهود الرامية لتصحيح الموقف في سوريا). وفي تطوّر سريع لإبراز هذا التعاون أمر بوتين أمس البحرية الرّوسية في البحر المتوسّط بالاتّصال مع البحرية الفرنسية والعمل معا (كحلفاء) في الحملة ضد (داعش) في سوريا. وأبلغ بوتين كبار القادة العسكريين في اجتماع بعد أن أعلن هولاند أنه سيتمّ نشر حاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول) في مياه شرق المتوسّط بأنه (من الضروري إجراء اتّصال مباشر مع الفرنسيين والعمل معهم كحلفاء). وكان بوتين قد أكّد مساء الاثنين أن روسيا ستكثّف ضرباتها الجوّية ضد تنظيم (داعش) في سوريا وستطلق عملية ملاحقة عالمية بعد أن أعلن (الكرملين) أن إرهابيين زرعوا قنبلة في الطائرة الرّوسية التي تحطّمت في سيناء. وقال بوتين خلال اجتماع عُقد في (الكرملين) الاثنين: (ينبغي تكثيف ما يقوم به سلاح الجوّ التابع لجيشنا في سوريا بطريقة يفهم منها المجرمون أن العقاب حتمي). وتُرجم الموقف الرّوسي بسلسلة غارات على الرقّة ومناطق أخرى في سوريا. وأعلن وزير الدفاع الرّوسي سيرغي شويغو أن قاذفات استراتيجية روسية ضربت أمس أهدافا ل (داعش) في مدينتي الرقّة ودير الزور موضّحا أن (قاذفات بعيدة المدى من طراز تو-22 شنّت ضربات ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في محافظتي الرقة ودير الزور) مضيفا أن الجيش الرّوسي أطلق صواريخ عابرة على محافظتي حلب وإدلب. كما تبلّغ بوتين اوّل أمس من قادة الجيش خلال زيارة قام بها إلى مقرّ القيادة في وزارة الدفاع الرّوسية بأن (القوّات الجوّية نفّذت نحو 2300 طلعة جوّية في سوريا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية) واستخدمت قاذفات بعيدة المدى وصواريخ (كروز). * وتوحّدت روسياوفرنسا! كانت صحيفة (إر بي كا) الرّوسية قد نقلت عن (مصدر قريب من وزارة الدفاع الرّوسية) أمس أن الغوّاصة (روستوف على الدون) الرّوسية التي أبحرت أخيرا من المحيط المتجمّد الشمالي في طريقها إلى مدينة نوفوروسيسك جنوبروسيا أطلقت صواريخ مجنّحة عالية الدقة على أهداف تابعة ل (داعش) في سوريا بواسطة نظام (كاليبر) عندما كانت في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسّط. كما نقلت وكالة (رويترز) عن (مسؤول دفاعي أمريكي) أن روسيا نفّذت عددا كبيرا من الضربات في سوريا وأنها أبلغت الولايات المتّحدة قبل تنفيذها بأنها ستستخدم صواريخ كروز تطلق من البحر وقاذفات طويلة المدى. لكن الغارات الرّوسية لم تستهدف (داعش) حصرا إذ تواصلت وبكثافة ضد فصائل المعارضة السورية خصوصا في ريفي إدلب (الجنوبي والشمالي) وحلب الجنوبي. وعلى جبهات حلب أكّد ناشطون في المحافظة ل (العربي الجديد) أن (الطيران الحربي الرّوسي شنّ غارات كثيفة أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين في ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة السورية وكذلك شهدت عدّة مناطق في الريف الجنوبي هجمات مماثلة) وسط تواصل المعارك هناك بين قوّات النّظام والمليشيات التي تقاتل معه من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى. من جهته أكّد مسؤول الإعلام الحربي في حركة (أحرار الشام الإسلامية) أبو اليزيد تفتناز ل (العربي الجديد) أن الطيران الرّوسي شنّ أمس أكثر من عشرين غارة جوّية على المناطق المحيطة بتل العيس (تل حدية البربوم الهضبة الخضراء رسم الصهريج إيكارد محيط الأوتوستراد الدولي) مشيرا إلى تمكّن (مقاتلي الفرقة الوسطى من تدمير عربة هامر بصاروخ تاو مضادّ للدروع). أمّا فرنسا فزادت كذلك من استهداف (داعش)( في سوريا. وأكّد القائد العسكري الفرنسي الأميرال أنطوان بوسان أن بلاده ستواصل (بعزم) غاراتها ضد تنظيم (داعش). بوسان الذي يتولّى قيادة عملية (الشمال) التي تعني مشاركة فرنسا في الضربات الجوّية ضد (داعش) أعلن لوكالة (فرانس برس) أن تكثيف الضربات أتى ثمرة تحضيرات استمرّت (أسابيع) ضمن مشاركة فرنسا في الائتلاف الدولي ضد تنظيم (داعش) وأوضح أن (الأهداف التي نضربها حاليا هي أهداف عملنا عليها لأسابيع) بعد (مقاطعة معلومات أتاحت لنا أن نقترح على رئيس الجمهورية إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات رافال وميراج 2000 المتمركزة في الشرق الأوسط). وأعلنت السلطات الفرنسية أن مقاتلاتها استهدفت ليل الاثنين إلى الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي مدينة الرقّة في شمال سوريا مستهدفة مركز تدريب ومركز قيادة لتنظيم الدولة. كما قال متحدّث باسم القيادة العسكرية لوكالة (رويترز) إن (طائرات حربية فرنسية استهدفت مركزا للقيادة ومركزا لتجنيد المتشدّدين في مدينة الرقّة لليلة الثانية على التوالي بضربات أمر بتنفيذها هولاند) فيما أفاد الناشط الإعلامي الذي ينحدر من محافظة الرقّة مهاب الناصر ل (العربي الجديد) بأن (الغارات التي شنّتها الطائرات الفرنسية بعد منتصف ليل الاثنين استهدفت الفرقة 17 والفروسية والهجانة شمال المدينة ومعسكر الطلائع وحاجزا جنوبالمدينة ومداجن أبو قبيع غرب الرقّة والملعب البلدي داخل الرقّة) وأضاف أن (الغارات كانت عنيفة جدّا وغير مسبوقة منذ بداية قصف التحالف للرقّة وسبّبت رعبا كبيرا للنّاس) مشيرا إلى أن (الغارات لم تؤدِّ إلى سقوط ضحايا مدنيين) لكنه أكّد أن الهجمات عموما (لم تؤدِّ إلى خسائر كبيرة في صفوف تنظيم داعش لأن المواقع المستهدفة معروفة لدى التحالف سابقا وتمّ قصفها عدّة مرّات وبعضها شبه مدمّر بالكامل أساسا وغالبا التنظيم لا يضع فيها شيئا مُهمّا بالنّسبة له لأنها مواقع مكشوفة وتعرضت لعدة ضربات في السابق). * مقتل 33 (داعشيا) بغارات فرنسية وروسية في ثلاثة أيّام قتل 33 عنصرا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية في غارات فرنسية وروسية استهدفت مدينة الرقّة ومحيطها معقل الجهاديين في سوريا خلال ثلاثة أيّام من القصف الكثيف في شمال البلاد وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: (قتل 33 عنصرا على الأقلّ من تنظيم الدولة الاسلامية في الغارات الروسية والفرنسية التي استهدفت في 15 و16 و17 نوفمبر مقار وحواجز للتنظيم) في الرقّة مشيرا إلى سقوط عشرات الجرحى. وأوضح عبد الرحمن أن (تنظيم الدولة الإسلامية اتّخذ احتياطاته مسبقا لذلك فإن المواقع المستهدفة من مستودعات ومقار لم يكن فيها إلاّ حرّاس فقط) موضّحا أن غالبية القتلى سقطوا جرّاء استهداف حواجز الجهاديين. ولفت عبد الرحمن إلى (حركة نزوح كبيرة لعائلات المقاتلين الأجانب في التنظيم باتجاه محافظة الموصل في العراق إذ يعتبرونها أكثر أمنا خصوصا وأنهم يقولون إن الضربات الجوّية استهدفت أماكن سكنهم). ومنذ مساء يوم الأحد تشنّ الطائرات الحربية الفرنسية غارات كثيفة تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة ومحيطها. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مساء أمس أن عشر طائرات حربية شنّت غارات جديدة في الرقّة. وقرّرت فرنسا تكثيف ضرباتها ضد الجهاديين في سوريا إثر هجمات باريس الجمعة والتي تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية وأسفرت عن مقتل 129 شخص. وتشنّ موسكو من جهتها غارات تستهدف مواقع الجهاديين في مدينة الرقّة منذ 30 سبتمبر. وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أمس أن روسيا استهدفت مدينة الرقة ب (عدد كبير) من الغارات لجأت فيها إلى صواريخ عابرة للقارّات مشيرا إلى أن موسكو أبلغت واشنطن مسبقا بالأمر. وتوعّد الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين أمس بتكثيف الضربات الرّوسية في سوريا بعدما تمّ التأكّد من أن قنبلة تسبّبت في تحطّم الطائرة الرّوسية التي كانت متوجّهة من مصر إلى روسيا في 31 أكتوبر. وأفاد المرصد السوري عن دوي أكثر من 25 انفجارا في مدينة الرقّة ومحيطها جرّاء قصف صاروخي ومن طائرات حربية يرجّح أنها فرنسية. إلى ذلك نقل المرصد أن الطيران الحربي السوري شنّ غارتين جويتين ليلا على مواقع للتنظيم المتطرّف في الرقّة. * نزوح العشرات من عوائل (الدواعش) من الرقّة إلى الموصل أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بأن العشرات من عوائل قيادات وعناصر تنظيم (داعش) معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية بدأت بالنزوح من مدينة الرقّة معقل التنظيم في سوريا. وأضاف المرصد في بيان تلقّت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن العوائل النازحة توجّهت إلى مدينة الموصل العراقية باعتبار أن (مدينة الرقّة لم تعد آمنة وأن الموصل أكثر أمانا منها). وتشهد مدينة الرقّة وريفها منذ ثلاثة أيّام قصفا جوّيا عنيفا تشنّه طائرات حربية فرنسية وروسية مستهدفة مناطق في المدينة ومحيطها. * (النصرة) تسقط طائرتي استطلاع لروسيا أعلن تنظيم جبهة النصرة إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين فوق مطار أبي الظهور العسكري بريف إدلب. وأظهرت صور بثّها الحساب الرسمي ل (النصرة) حطام الطائرتين فيما اشتعلت النيران من إحدى الطائرتين في إشارة إلى التقاط الصورة فور إسقاطها. وتوضّح الصور أن مكان إسقاط الطائرتين هو الأراضي الصحراوية المحيطة بالمطار وهي التي شهدت رباط جنود (النصرة) عدّة شهور قبل تمكّنهم من اقتحام المطار. وكان تنظيم (جبهة النصرة) تمكّن من تحرير مطار أبي الظهور العسكري بالتعاون مع (الحزب التركستاني) و(جند الأقصى) بداية سبتمبر الماضي بعد معارك عنيفة مع قوّات النّظام. وبالرغم من عدم إعلان النّظام رغبته في استعادة المطار بشكل جدّي إلاّ أن المكانة الاستراتيجية ل (أبي الظهور) قد تدفع بالطيران الرّوسي و(الحرس الثوري الإيراني) إلى التفكير في شنّ هجمة عليه.