تفاجأ أمس ممتحنو شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الطبيعية، في اليوم ما قبل الأخير من امتحانات الباك الجزئي، بتأخر في توزيع مواضيع مادة العلوم الطبيعية على مستوى كل مراكز الوطن، لمدة نصف ساعة كاملة، وهذا على إثر تحصل رؤساء المراكز على أوامر فوقية بعدم فتح الأظرفة إلا بعد أن تعطى لهم الإشارة من طرف مديرية التربية مع تحضير فوري لقاعة السحب وضرورة ايجاد أكثر من آلة سحب واحدة في القاعة تحسبا لطباعة مواضيع احتياطية. وفق ما تسرب لنا من معلومات من المراكز فإن الامتحان أمس لم ينطلق عند الساعة التاسعة صباحا بل كان بعد التاسعة والنصف طبقا لتعليمات وجهها مدراء التربية لرؤساء المراكز، الذين جندوا للاستعداد لطباعة المواضيع الاحتياطية، وجاءهم أمر بعدم فتح الأظرفة إلا بعد أن تعطى لهم الإشارة من طرف مديرية التربية، وفعلا حسب المصدر ذاته تأخرت الامتحانات عن موعدها الرسمي بحوالي نصف ساعة، ثم جاءت أوامر من مديرية التربية بفتح الأظرفة الآلية التي سلمت لهم في الصباح، مع العلم أن الأسئلة الأصلية تمنح لهم في الصباح مع ورقة واحد للأسئلة الاحتياطية يتم سحبها بالمراكز في حالة حدوث طاريء، وأن هذا التأخر مفاده أن هناك معلومات عن تسريبات تمت في الليلة الماضية، موضحا ”أنه تمت مقارنة الأسئلة المسربة مع الأسئلة الأصلية فيمكن أنها لم تكن نفسها، قد تكون مشابهة لها فقط”. ولم تقدم وزارة التربية أي توضيحات في الخلل الذي وقع بالضبط، هل صحيحة أن هناك شكوك في تسريب المواضيع، حث اكتفت أمس الوزيرة إلى ”عدم تسجيل أية تسريبات في المواضيع على مدار ثلاثة أيام من الامتحانات مثلما أكدته فرق المختصين في الإعلام الآلي لوزارة التربية الوطنية وفرق الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني”. وسلطت الوزيرة الضوء على الغيابات المسجلة وسط المترشحين وأعلنت أن أكثر من 52.000 مترشحا من بينهم 47.000 مترشحا حرا معنيين بالامتحانات الجزئية للبكالوريا لم يحضروا امتحانات اليوم الأول. وحسب الوزيرة فإن ”52.544 مترشح معني بالامتحانات الجزئية للبكالوريا لم يحضروا لامتحانات اليوم الأول علما أن أكبر عدد سجل لدى المترشحين الأحرار ب47.157 غائب من مجموع 147.763 مسجل”. في نفس الشأن أكدت وزيرة التربية الوطنية أنه ”من بين 409.134 مترشح متمدرس ومسجل في هذه الامتحانات فإن 5.387 لم يحضروا امتحانات منذ اليوم الأول من هذه الامتحانات الجزئية”. من جهة أخرى أشارت بن غبريط واستنادا إلى أرقام الوزراة فإن أكثر من 555.000 مترشح معني بالامتحاانت الجزئية التي تجري من 19 إلى 23 جوان عقب تسريب مواضيع دورة ماي. علما أنه كان قد نفى أول أمس المفتش العام لوزارة التربية الوطنية مقسم نجادي، حدوث تسريبات في مواضيع الامتحانات الجزئية للبكالوريا إلى غاية يوم أمس الثلاثاء، معتبرا أن ما يتم تداوله في الأنترنت على مستوى بعض مواقع التواصل الإجتماعي من مواضيع هو مجرد تشابه في محاور الأسئلة على غرار موضوع مادة الفلسفة. ومن جهة أخرى، نفى نجادي تسريب موضوع اللغة الفرنسية، كما أنه لم يتم استبداله باستعمال الأسئلة الاحتياطية، مؤكدا أن ”الأسئلة الاحتياطية في كافة المواد الممتحن فيها بقيت مغلقة ولم يتم استعمالها في أي مادة من المواد وذكر في هذا الإطار بالإجراءات الصارمة التي اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع القطاعات المعنية لضمان بكالوريا عادية بمعدل تسريب صفر بالمائة. أما عن أجواء امتحان مادة العلوم الطبيعية فأكد التلاميذ الذين سنهون اليوم امتحاناتهم مع مادة الفيزياء، أن المواضيع المطروحة كانت في متناول الجميع، ورغم سهولتها إلا أنه سجل محاولات الغش التي كانت بارزة على صفحات ”التواصل الاجتماعي” والتي تورط فيها التلاميذ الذي كانوا يطلبون حلول المواضيع على أساس أنهم في قاعات الامتحان، في حين قضى آخرون ليالي بيضاء على شاشات الكومبيوتر أو مع الهواتف النقالة في رحلة بحث عن المواضيع المسربة عشية الامتحان عبر صفحات الفايسبوك بحثا في الغش في هذا الشهر الفضيل، وهو ما استنكره عدة أساتذة، محملين الوزارة الوصية المسؤولية بالنظر لتساهلها مع مسربي المواضيع الذين لم تفضحهم بعد.