عرفت في الآونة الأخيرة قضايا الأحداث ارتفاعا محسوسا ضمن الملفات القضائية المعروضة على العدالة، بعدما كانت في زمن غير بعيد من الحالات النادرة التي تمر على القضاة، لأطفال في سن الزهور أُقحموا في عالم الجريمة على أيدي عصابات خطيرة استغلتهم من اجل تجسيد مخططاتهم الإجرامية في عمليات السرقة والمتاجرة في المخدرات، من أجل تضليل العدالة وتمويه عناصر الأمن. كما تم استغلالهم في عمليات السطو على المنازل ومختلف العمليات الإجرامية ويدفعون ثمن ذلك وراء القضبان بسجن الأحداث، وترتبط أسماءهم بأخطر المجرمين. للوقوف على هذه الظاهرة سنحاول عرض جزء بسيط من بعض الحالات التي مرت على مختلف محاكمنا..
أستاذة وعشيقها يستغلان فتاة في الاعتداء على جدتها أول حالة نستعرضها هي لفتاة قاصر تبلغ من العمر 16 سنة، تورطت في الإعتداء على جدتها العجوز البالغة من العمر 75 سنة، بعدما جندها "كلوندستان" وعشيقته وهي أستاذة في طور ابتدائي، وقاما بمساعدتها بالتهجم على منزلها بهدف السرقة، أين قاموا هناك بالإعتداء عليها بطريقة وحشية عن طريق تقييدها بشريط لاصق مع خنقها مسببين لها عدة كدمات وجروح نجت منها بأعجوبة، لتمثل القاصر أمام قسم الأحداث وتدان بعقوبة سالبة للحرية، ويمثل شريكاها أمام محكمة الجنايات.. ليسردوا على مسامعنا تفاصيل الواقعة الوحشية التي تعود لشهر مارس من عام 2015، حين تقدم عدد من المواطنين أمام مصالح الدرك الوطني للتبليغ عن واقعة اعتداء تعرضت لها إحدى جاراتهم، وهي عجوز في أواخر العقد السابع من العمر، داخل عقر دارها بمنطقة عين النعجة بالعاصمة، على يد حفيدتها القاصر وآخرين بعدما استنجدت بهم من شرفة المنزل، وقاموا من جهتهم بالقبض على حفيدتها لدى محاولتها الفرار، حيث أكدت الضحية في محضر سماعها أمام مصالح الضبطية القضائية أنها تفاجأت بيوم الواقعة بحفيدتها القاصر تزورها دون سابق موعد بحجة انتظار والدها. ولدى تواجدها هناك قامت بفتح الباب لشاب وفتاة، ثم تفاجأت بهم يتوجهون صوبها، حيث قامت حفيدتها بمحاولة إسقاطها أرضا، ولدى رفضها ذلك قامت بخنقها بكل ما أوتيت من قوة، وبعد عجزها عن الأمر نتيجة مقاومتها لها طلبت من الفتاة الأخرى مساعدتها بعدما قدمت لها قفازات، أين قامت هذه الأخيرة بالحلول محلها وقامت بخنقها وضربها بعدة لكمات إلى أن أسقطتها أرضا وقامت بتقييدها بشريط لاصق على مستوى الرجل والأيدي مع غلق فمها بقطعة قماش، وبعد أن ثبتوها أرضا توجهوا بتوجيه حفيدتها إلى مكان تواجد مجوهراتها ونقودها التي كانت موضوعة داخل صندوق حديدي، واستلوا عليه وفروا بعد ذلك لوجهة مجهولة، لتتمكن بعد فترة وجيزة وعلى الرغم من كبر سنها من فك رباطها والتوجه مباشرة صوب النافذة للاستنجاد بأبناء الحي، الذين أسعفوها ونقلوها للمستشفى، أين تلقت الإسعافات الأولية من جراء الاعتداء الخطير الذي تعرضت له. كما قام أبناء الحي بالقبض على حفيدتها لدى محاولتها الفرار وبيدها حقيبة المسروقات التي تم استرجاعها بالكامل مع كسر السيارة التي استعلمتها العصابة في واقعة السرقة، والتي كانت السبب المباشر وراء تقدم المتهم الأول لمصالح الدرك الوطني، أين ألقت عليه القبض مباشرة بعد أن عثرت داخل سيارته على حقيبة الفتاة القاصر والشريكة الثانية مع الحقيبة التي كانت بها معدات السرقة من الشريط اللاصق والقفازات المستعملة في عملية السطو، وتم توقيف شريكته الثانية بنفس اليوم لدى فرارها لمحطة البنزين، حيث تم تحويلهما على محكمة الجنايات، فيما حولت الفتاة القاصر على محكمة الأحداث أين تم محاكمتها، وسلطت عليها عقوبة 7 أشهر قضتها بالكامل، في وقت توفيت جدتها من شدة الحزن والفزع الذي تعرضت له جراء هذه الحادثة. ونفى المتهم الأول بمثوله أمام محكمة الجنايات ما نسب له من جرم وجاء برواية مغايرة تماما، حيث أكد أن الفتاة القاصر التي هي بمركز شاهدة في قضية الحال اتصلت به بيوم الوقائع وطلبت منه إيصالها لمنزل جدتها، وطلبت منه انتظارها في الأسفل لمدة 20 دقيقة، وبعد حوالي نصف ساعة تقدمت من السيارة وبيدها حقيبة كبيرة، ولما سألها أجابته بأنها أغراض سلمتها لها جدتها، ليرتاب من أمرها ويصعد إلى شقة جدتها أين تفاجأ بها مقيدة بشريط لاصق، فقام بإنقاذها وتوجه مباشرة لمركز الأمن قصد التبيلغ عن واقعة الإعتداء، أين أخطرته مصالح الأمن بأنه موقوف في قضية سرقة. في وقت أكدت المتهمة الثانية أنها رافقت المتهم الأول وصديقته ولم تشهد أي واقعة ولا اعتداء، نافية مشاركتها في السرقة. من جهته النائب العام طالب بتسليط أقصى عقوبة في حق المتهمين بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا لكليهما.
عصابة المعتدين على سائقي الأجرة تستغل قاصرا في الحراسة استغلت عصابة خطيرة تتكون من ثلاثة أشخاص طفلا قاصرا في تنفيذ عملياتهم الإجرامية التي استهدفت سائقي الأجرة، حيث كانت تستعمله كحارس لتضليل عناصر الأمن، حيث تقوم بإرساله لمراقبة المكان وقت تنفيذهم لعمليات السرقة، التي كانت نتيجتها إزهاق روح أحدهم، في الواقعة التي تعود مجرياتها لتاريخ العثور على جثة "كلوندستان" ملقاة في منطقة معزولة على ضفاف وادي الصغير بمنطقة الحواصلة، وتبين بعد معاينته أنه تعرض إلى طعنة سكين قاتلة أصابته على مستوى الصدر، أين تمكنت مصالح الأمن من التوصل للفاعلين بعد أن تلقيها لرسالة مجهولة للتبيلغ عن هوية الفاعلين، وهي عصابة بما فيهم طفل قاصر. كما تبين لها بعد التحقيق أن الضحية هو واحد من ضمن ضحايا سلسلة جرائمهم التي نفذوها في عدة مناطق متفرقة من العاصمة، على غرار عين النعجة، باش جراح والحراش، حيث كانوا يستهدفون من خلال جرائمهم سائقي سيارات ''الكلونديستان'' حيث كانوا يقومون باستدراجهم إلى مناطق معزولة للاستيلاء على مركباتهم بعد التخلص منهم. ليتم بعد إلقاء القبض عليهم بتحويلهم على محكمة الجنايات بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد عن طريق تكوين جماعة أشرار، حيث أكد أحد أفراد هذه العصابة أن ابن خالته عرض عليه فكرة سرقة سيارة الضحية بعد قتله، مضيفا أنه تم استدراجه إلى مكان معزول، فيما اقتصر دور القاصر الذي كان برفقتهم على مراقبة المكان والطريق.
عصابة تستغل الأطفال لترويج المخدرات بالعاصمة انتهجت هذه العصابة الخطيرة الخاصة بترويج المخدرات بأحياء العاصمة، خطة لترويج السموم باستغلال الأطفال الذين أصبحوا ضحايا لمثل هذه العصابات الإجرامية، فهذه العصابة تتكون من 19 شخصا، من بينهم امرأة، مختصة في ترويج المخدرات بالعاصمة بكل من حسين داي وديار المحصول، تم وضع حد لنشاطها من قبل قوات الأمن وأحيلوا على العدالة بجناية إنشاء جماعة إجرامية منظمة، الغرض منها الحيازة من أجل المتاجرة والترويج والتصدير للمخدرات. وحسب ملف القضية، فإن أفراد هذه الشبكة يقومون باستيراد المخدرات من مدينة وجدة المغربية ويروجونها بأحياء العاصمة والبليدة، بجاية، وهذا عن طريق استغلال الأطفال لتمويه مصالح الأمن أثناء عمليات النقل. ويترأس هذه الشبكة المدعو "ه. واسيني" المنحدر من مدينة مغنية، وهو الممون الرئيسي لها، فبعد إحضار المخدرات من المغرب يكلف باقي المتهمين بنقلها على متن سيارات يتم استئجارها من وكالات كراء السيارات بالعاصمة، فيما يتكفل آخرون بتأمين الطريق للسيارات المعبأة بالمخدرات، ومن بينهم المتهم "ب.ب" الذي كان دوره إبلاغ بعض أفراد العصابة عن حواجز مصالح الأمن لتنفيذ عدة عمليات، منها نقل 85 كلغ من المخدرات من مدينة مغنية إلى بريكة مقابل 75 ألف دينار. وتم تفكيك هده الشبكة بعد الإطاحة بأحد افرادها الذي افصح عن باقي افراد الشبكة، هذا الأخير الذي صرح أن المدعو "ل.شفيق" الذي ألقي عليه القبض كان يموله بكميات تتراوح بين 3 و4 كلغ أسبوعيا لترويجها بين شبان حسين داي، حيث كان يوزعها على "ب. رمضان" و"ب.عبد المالك" مقابل 08 ملايين ونصف للكيلوغرام، الذين كانوا بدورهم يوزعونها على أطفال لتسهيل عملية الترويج. أما الكمية المتبقية فقد كان يتصرف فيها بمعرفته. كما تم إلقاء القيض على "ب.عبد المالك" بعدما نصب له كمين محكم من طرف مصالح الأمن بمحطة البنزين بوفاريك، والذي كان رفقة زوجته وأبنائه الأربعة على متن سيارة من نوع "بيجو" عثر بها على كمية من المخدرات يقدر وزنها ب 33 كلغ.
أطفال ضمن عصابة سرقة بالاعتداء على المواطنين بالعاصمة هي عصابة مختصة في الاعتداء على المارة بأحياء باب الوادي بالعاصمة، تضم قاصرين كانوا يهددون المواطنون بالأسلحة البيضاء من أجل الاستيلاء على هواتفهم النقالة وأموالهم. توقيف أفراد العصابة كان عقب الشكوى التي تلقتها مصالح الأمن من بعض الضحايا مفادها تعرضهم للاعتداء من طرف ثلاث شبان أثناء توجههم إلى عملهم باستعمال اسلحة بيضاء. ومن بين الضحايا المدعو "ل.معمر" الذي كان مصابا بجروح وأكد أنه تعرض لاعتداء بشارع كيتاني بباب الوادي، من قبل ثلاثة أشخاص، وبعدها بحوالي ساعة تقدم أيضا ضحية أخرى، ويتعلق الأمر ب"ص. موسى" الذي تعرض هو الآخر لطعنات بسكين بساحة النصر بباب الوادي. وبعد تكثيف الأبحاث قامت مصالح الأمن برصد 3 أشخاص مشبوهين، ويتعلق الأمر بكل من "ط.ع" و"ف .س" و"ت صهيب"، الذي وقف أمس أمام محكمة الجنايات لمواجهة جنايات تكوين جمعية أشرار، محاولة السرقة مقترنة بظروف التعدد والليل والتهديد على غرار متابعتهم بجنايات محاولة الضرب والجرح العمدي. وتلقت مصالح الأمن أقوال الضحية موسى الذي أكد أنه كان متوجها الى العمل صباحا بحي النصر، وطلب منه المتهم تسليمه هاتفه النقال، ولما اعترض وجه له طعنات على مستوى الرجل ولاذوا بالفرار باتجاه حي تريولي. وتم توقيف أحد افراد العصابة الذي أحيل على محكمة جنايات العاصمة وأدين بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا، فيما أحيل القاصران الذين ألقي عليهما القبص على محكمة الأحداث.
أطفال يسرقون المفاتيح من زملائهم بالمدارس للسطو على منازلهم هي عصابة خطيرة تنشط بالعاصمة تمكنت من السطو على عدد من المنازل، بعد استغلال الأطفال المتمدرسين مقابل إغرائهم بالمال، يطلبون منهم سرقة مفاتيح الشقق من زملائهم، خاصة أولئك الذين يعمل أولياؤهم ويتواجدون خارج المنزل طول النهار. وبعد تمكين أفراد العصابة من المفتاح ودلهم على صاحبه يقومون بترقب الطفل إلى غاية وصوله إلى منزله، وبعد اختيار الزمن المناسب بغياب أفراد العائلة تقوم العصابة بالسطو على منزل الضحية. وقد تم اكتشاف الأمر بعد التحريات التي قامت بها مصالح الامن عقب الشكاوي التي تلقتها من قبل الضحايا، الذين صرحوا جميعا أن السرقة كانت باستعمال مفاتيح ضاعت من أطفالهم سابقا..