سيتم تحويل اللقى الأثرية والفسيفساء الموجودة حاليا بالمتحف القديم بمدينة تازولت، أو لمبيز، التي تبعد ب10 كلم عن عاصمة الولاية باتنة، إلى المتحف الجديد الذي أنجز بمدخل هذه المدينة، حسبما أفاد به يوم الخميس الماضي مدير الثقافة عمر كبور. وأوضح نفس المسؤول بأن طلبا كان قد أرسل إلى وزارة الثقافة بعد الوضعية غير المقبولة التي آل إليها حاليا المتحف القديم بمدينة لمبيز، مؤكدا تلقي إدارة القطاع الموافقة المبدئية لذلك. وأضاف مدير الثقافة بأن عملية نقل الموجودات الأثرية من المتحف القديم إلى الجديد تتطلب "دقة" ودراية، ما يستوجب تعيين مختصين في علم الآثار وعلم المتاحف للقيام بها وفق إجراءات قانونية وتقنية علمية. وسيتم وفقا لذلك فتح المتحف الجديد الذي انتهت أشغال بنائه منذ سنة 2012 واستغلاله للمهمة التي أنشئ لأجلها، وهي تحويل موجودات متحف لمبيز القديم لاسيما الثمينة إليه، حسبما ذكره نفس المسؤول، الذي أشار إلى أن المتحف الجديد الذي ظل مغلقا لفترة تم تسليمه بطريقة ظرفية للمركز الوطني للأبحاث الأثرية لاستغلاله كمستودع تحفظ فيه القطع الأثرية التي يتم العثور عليها وسيبقى لهم جناح فيه. أما متحف لمبيز القديم فقد يوجه طلب للجهات المعنية بغرض ترميمه والإبقاء عليه كمتحف صغير بهذه المنطقة الأثرية، حسبما أجمع عليه مختصون في الآثار ومدير الثقافة. وتفيد مصادر تاريخية بأن متحف مدينة لمبيز القديم أنشئ بطريقة غير علمية سنة 1901 على مساحة لا تتجاوز 50 مترا مربعا، حيث وجهت إليه اللقى التي تم العثور عليها في الحفريات الفرنسية التي بدأت بالموقع الأثري القديم بالمدينة في سنة 1850 ليتحول بمرور الوقت إلى مخزن للموجودات والتحف الأثرية. وتشير ذات المصادر إلى أن القطع المتواجدة في المتحف والتي يفوق عددها 2000 قطعة أغلبها رومانية، يعود معظمها إلى الفترة بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وأهم ما يميزه الفسيفساء وخاصة لوحة فينوس. يذكر بأن مشروع المتحف الجديد الذي انتهت به الأشغال منذ حوالي 5 سنوات قدم، وفق ذات المصادر، سنة 1978 للولاية بغية النظر في إنجاز متحف على أسس علمية، على أن يكون محاذيا للطريق الوطني رقم 3 لتنقل إليه كل القطع الأثرية الموجودة في المتحف القديم، الذي لم يسيج إلا في سنة 1972 وكان تابعا من الناحية الإدارية لتيمڤاد، قبل أن يعين له مسؤول رسمي انطلاقا من سنة 1982. وجدير ذكره أن مدينة لمبيز أو تازولت أصل تسميتها روماني وهو لمبزيس وهي مدينة عسكرية رومانية، وتعد من بين أهم المدن الأثرية في الجزائر لما تحتويه من مخزون أثري، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن نشأتها تعود إلى سنة 80 قبل الميلاد على يد فرقة أوقست الثالثة التي كانت تسعى إلى خلق مراكز عسكرية للمراقبة والتحكم في الممرات المؤدية إلى الصحراء.