باتنة - قدمت البعثة الأثرية لموقع لمبيز بولاية باتنة يوم الخميس نتائج حفرياتها لسنوات بين 2006-2010 . وتم خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه المركز الثقافي لمدينة تازولت بحضور مديرا المركز الوطني للبحث في الآثار ومخبر الآثار بالمدرسة العليا بباريس الكشف عن نتائج هذه الحفريات التي انطلقت في سنة 2006 في إطار التعاون الجزائري-الفرنسي في مجال البحث العلمي في علم الآثار. وقد تم ذلك من خلال وحدة بحث مشتركة توجت أشغالها بالكشف عن قطع أثرية وكذا فسيفساء فريدة من نوعها في العالم هي "فريكسوس" و"هيلي" أو القربان المنقوص والتي سيتم ترميمها بلمبيز. وأجمع أعضاء البعثة الذين تترأسهم الباحثة أمينة عائشة مالك (رئيسة المشروع) أن هذه الحفريات أتت بالجديد وبمعطيات هامة حول حقائق عن موقع لمبيز ما بين نهاية القرن الثاني والرابع الميلاديين لاسيما من حيث الهندسة ونظام البناء والديكور وكذا تطور الفسيفساء في هذه الفترة. وتم خلال هذا اليوم الإعلامي تقديم ما تم اكتشافه في المنزلين اللذين جرت بهما الحفريات وهما بيت النمرة وبيت فريكسوس وهيلي والتوقف خاصة عند تنوع الموجودات من خزف وفخار وزجاج ومعادن وكذا فسيفساء وحتى تقنية البناء بالطوب. وأكد مدير المركز الوطني للبحث في الآثار فريد إيغيل أحريز أن هذا المشروع أسفر عن نتائج علمية جديدة وأنه انطلاقا من أهمية مكتشفاته سيتم يوم الأحد المقبل إعادة النظر في الاتفاقية وتمديدها بآفاق جديدة بين الطرفين الجزائري والفرنسي. أما مسؤول ورشة حفظ وترميم متحف آرل بفرنسا الخبير باتريك بلان فأوضح أن البعثة أعادت بعث دراسة فن الخزفيات مرة أخرى بالجزائر. وتم على هامش التظاهرة إقامة معرض ضم العديد من القطع المكتشفة منذ سنة 2006 بهذا الموقع من لمبيز منها بقايا أواني طينية وخزفية وجرار لتخزين المؤونة وبقايا لقطع زجاجية. ***************** آثار: المكتشفات الأثرية الجديدة بموقع لمبيز (ولاية باتنة) تؤهله لأن يكون نموذجيا وحظيرة أثرية باتنة - أعتبرت المختصة في علم الآثار ورئيسة البعثة الأثرية لموقع لمبيز (تازولت) بولاية باتنة يوم الخميس أن المكتشفات الأثرية الجديدة التي عثر عليها في السنوات الأخيرة بهذه المنطقة يؤهل هذا الموقع لأن يكون موقعا ومشروعا نموذجيا. وذكرت في حديث خصت به "وأج" على هامش أشغال اليوم الدراسي الذي احتضنه المركز الثقافي لمدينة تازولت بحضور مديري المركز الوطني للبحث في الآثار ومخبر الآثار بالمدرسة العليا بباريس أنه "بإمكان موقع لمبيز الاستفادة من برنامج جهوي" في البحث والتكوين والتثمين و"هي عوامل من شأنها تحويل الموقع إلى حظيرة أثرية تتوفر على متحف وورشة للترميم وفضاء للبحث". وسيعطي تجسيد هذا المشروع الذي يدخل في إطار مشغل-مدرسة -تضيف الآنسة مالك أمينة عائشة - الفرصة لطلبة المنطقة خاصة والأجانب فيما بعد للتكوين في مختلف تخصصات علم الآثار الذي ينشطه مختصون من فريق البعثة الأثرية بلمبيز. وأشارت المتحدثة أن تكوين هؤلاء بالميدان "قد يكمل ويتم إثراؤه بملتقيات وندوات بلمبيز" المدينة الغنية بآثارها الرمانية وكذا بفرنسا من خلال منح دراسية تبرمج في هذا السياق. وحسب المتحدثة فان الوصول إلى هذا الهدف "يبدأ أولا بتحديد الموقع الأثري" بلمبيز وعلى ضوئه تقوم دراسة الآثار المتواجدة فيه وجردها في إطار تكوين شباب جامعيين من ذوي الشهادات في تخصص علم الآثار من الجهة ومن المناطق المجاورة من طرف متخصصين على أن توجه الأبحاث حسب احتياجات المنطقة والموقع". وترى رئيسة مشروع البعثة الأثرية بلمبيز أن "لامبزيس"(لمبيز) التي كانت عاصمة لنوميديا من نهاية القرن الثاني إلى بداية القرن الرابع الميلادي "ما زالت تحوي في باطنها كنوزا فريدة من نوعها" لاسيما في الفسيفساء والفخار وكذا الطين المحلي. و أشارت أن مادة الطين المحلي ستكون محور ندوة تسعى إلى تنظيمها بلمبيز نهاية سنة 2012 بحضور باحثين أجانب وعرب "لتسليط الضوء على طرق البناء وخاصة تقنيات الطين التي تبقى دراستها محدودة وضئيلة في الحقبة الرومانية".