اعترف تنظيم "داعش" الإرهابي بهزيمته في ليبيا، متوعدا من وصفهم ب"الطغاة"، بالعودة قريبا، وطالب أتباعه ب"الثبات حتى تحقيق النصر"، بعد مرور أسبوع من الضربات الجوية الأمريكية، في وقت تبقى حالة الاستنفار عبر الحدود الشرقية قائمة، تحسبا لأي ردود أفعال إجرامية من "الذئاب المنفردة" الفارين من ليبيا. وأظهر تسجيل نشره التنظيم الإرهابي على مواقع تابعة له، أحد عناصره وهو يتوعد من وصفهم ب"الطغاة في ليبيا وخارجها، بالعودة قريبا وبقوة للقتال، وشنّ هجمات في سرت ومدن أخرى"، وأضاف أن "ما حدث تراجع للعودة بقوة، وليس هزيمة، بعد أن تكالب علينا العالم أجمع من أجل قتالنا"، على حد قولهم. ويأتي هذا التسجيل بعد ساعات من إعلان "غرفة عمليات البنيان المرصوص"، التابعة للمجلس الرئاسي، قرب إطلاقها للمرحلة الأخيرة من معركة سرت لتحريرها نهائيا من قبضة التنظيم الإرهابي. يترافق هذا الاعتراف مع مخاوف جدية في الجزائر من فرار عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" نحو الحدود والتسلل إلى التراب الوطني، حيث تتحسب دول الجوار من هجمات ما يسمى ب"الذئاب المنفردة" باعتبارها من العناصر الإرهابية التي تبحث عن ممرات ومسالك ثانوية للوصول إلى مبتغاها، وفي هذا الإطار وتحت ضغط الضربات الأمريكية والفرنسية، كثفت مصالح الأمن من إجراءات المراقبة بالمنشآت النفطية والغازية بالجنوب. من جهة أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن التدخل الجوي الأمريكي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، غير المعادلة العسكرية على الأرض، وأعطى دفعة كانت مطلوبة للغاية لقوات الجيش الليبي الذين يحاربون التنظيم الإرهابي، لكن في ظل بيئة حضرية مزدحمة، حيث يتم الاستيلاء على الأرض شارع بشارع ومنزل بمنزل، فإن القضاء على الإرهابيين في مدينة سرت لا يزال يمثل صراعا هائلا ويلقى الضوء على حدود الحملة الجوية الأمريكية. سياسيا، أكد مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر، أن المجتمع الدولي يدعم القيادة الموحدة للجيش الخاضعة للمجلس الرئاسي، مشيرا إلى أن هناك دعما دوليا وأمميا وإقليميا للاتفاق السياسي الليبي لأنه يعد خريطة طريق للمستقبل في البلاد، مناشدا الجميع في ليبيا التوحد لحماية ليبيا من الإرهاب وتنظيم "داعش" الإرهابي. وأضاف كوبلر، في تصريحات صحفية أمس، أنه حرص على حضور القمة العربية الأخيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وكان هناك دعم كبير من جانب الدول العربية للاتفاق السياسي الليبي، موضحا أن الاتفاق نص على أن يكون المجلس الرئاسي هو القائد الأعلى للجيش في ليبيا. وطالب كوبلر، جميع الأطراف في ليبيا باحترام الاتفاق السياسي، منوها إلى تنظيم اجتماع منذ نحو أسبوعين، لمسؤولي الأمن في المجلس الرئاسي، وعليه فالليبيون وحدهم من يحدد من سيكون على رأس تلك المؤسسة سواء في قيادة الجيش أو الأركان.