أطلقت شركة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" حملة لتشميع عدادات الجزائريين القديمة الذين لم يتم تجديدها بالعدادات الالكترونية، وذلك لمنع التلاعب بها أو التحايل لسرقة الكهرباء، خاصة بعد اكتشاف العديد من ممارسات المواطنين لإيقاف العداد الكهربائي خاصة في فصل الصيف أين يكثر استنزاف الطاقة، ما يكبد الشركة خسائر كبيرة، والتي تزيد حدتها بالموازاة مع الأزمة التي تمر بها البلاد ما يستدعي ترشيد النفقات. وحسب ما كشفته مصادر متطابقة ل"الفجر"، فقد شملت العملية العدادات القديمة التي لم يتم استبدالها بالجديدة على مستوى بنايات الجزائر الوسطى بالعاصمة منذ أشهر قليلة، حيث تنقل الأعوان لتشميعها وإحكام غلقها حتى لا يتم فتحها والتلاعب بها، كما تم إحكام غلق الأنبوب الذي يتحكم في توزيع الغاز بالمنازل. من جهة أخرى تعتبر العدادات الالكترونية الجديدة التي تم تنصيبها بالبيوت غير قابلة للسرقة أو الغش أو التلاعب، لاستحالة فتحها، بينما يلجأ الكثيرون إلى سرقة الكهرباء من خلال إيقاف العداد عن التشغيل وبالتالي يستغلون الطاقة بالقدر الذي يريدونه مع دفع مبلغ زهيد. هذا وقد سبق أن كشف مدير شركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر العاصمة، مروان شعبان، عن تزويد خمسة آلاف عداد للصناعيين على مستوى العاصمة بشرائح قصد التحكم في العدادات عن بعد، وذلك في إطار الشراكة التي أبرمتها سونلغاز مع متعامل الهاتف النقال موبيليس من أجل إنشاء نظام لتسجيل استهلاك الكهرباء عن بعد. وأضاف شعبان، أن إرساء نظام تسجيل استهلاك الكهرباء عن بعد سيتم تعميمه على الزبائن الخواص والمنازل كمرحلة ثانية من العملية، إذ سيتم تزويد عدادات المواطنين بشرائح "سيم"، ما سيجنب أعوان سونلغاز عناء التنقل إلى البيوت لتسجيل حجم استهلاك الكهرباء من العدادات. وأضاف المدير العام لفرع سونلغاز الجزائر أن عملية تعميم العملية ستستغرق أزيد من سنتين لتزويد كل سكان العاصمة "زبائن الشركة" بهذه التقنية الحديثة لتسجيل استهلاك الكهرباء، أي تغطية مليون زبون. وتندرج هذه العملية في إطار الاتفاقية التي وقعها مؤخرا متعامل الهاتف النقال العمومي وشركات توزيع الكهرباء والغاز، والتي تنص على 4 عقود شراكة من أجل إنشاء نظام لتسجيل استهلاك الكهرباء عن بعد. ويعتبر نظام تسجيل استهلاك الكهرباء عن بعد تقنية تسمح بالحصول على معطيات العداد عن بعد، من خلال تزويد هذا الأخير بشريحة من أجل فوترة الطاقة المستهلكة، كما تسمح بتسجيل معطيات أخرى مثل الإنذار ومستويات الاستهلاك الساعية. ويتمثل هذا المشروع الأول من نوعه في الجزائر في تزويد عدادات كهرباء الزبائن الصناعيين بأكثر من 50 ألف شريحة باستعمال تكنولوجيا الجي أس أم - معطيات ونظام تحديد المواقع (جي بي أر أس) بهدف تحسين نوعية الخدمات التي توفرها شركات توزيع الكهرباء والغاز فروع مجمع سونلغاز، وسيتم ضرب عدد الشرائح على خمسة للحصول على 250 ألف خلال المرحلة الثانية. وتضم شركات توزيع الكهرباء والغاز الأربع حوالي 8 ملايين مشترك عبر كافة التراب الوطني.