رفض أغلبية أعضاء مجلس الأمن المجتمعين، أول أمس، بنيويورك اقتراح منظمة الأممالمتحدة استكمال مشروع بناء طريق يعبر الأراضي الصحراوية وتعارض إنجازه جبهة البوليساريو. وأوضح مصدر أممي مقرب من الملف ل”وأج”، أن أغلبية أعضاء مجلس الأمن رفضوا اقتراح الأممالمتحدة بخصوص هذا المشروع، ولم تلق سوى دعم فرنسا والسينغال حليفين للمغرب، مضيفا أن أعضاء مجلس الأمن شددوا على ضرورة ضبط النفس واحترام اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا أن ”الوضع ما يزال متوترا وأتمنى أن لا تحدث انزلاقات”. واقترحت الأمانة العامة لمنظمة الأممالمتحدة، أول أمس، على مجلس الأمن أن تستكمل تزفيت طريق يربط هذه المنطقة الحساسة بموريتانيا ويعبر الأراضي الصحراوية المحتلة والذي يريد المغرب فرضه مخترقا بذلك اتفاق وقف إطلاق النار. ونددت جبهة البوليساريو بكون الأممالمتحدة التي عارضت سنة 2001 و2002 إنجاز هذا الطريق الذي قد تمثل بعض نشاطاته انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار استجابت اليوم لمساومة المغرب بقبولها بناء وتمويل هذا المشروع بنفسها. وأوضح ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، أحمد بوخاري، في رسالة وجهها، أول أمس، لرئيس مجلس الأمن أن هذا يعني أن الأممالمتحدة ستصبح مؤسسة مكلفة بتمويل مشاريع المغرب، بينما سبق لها أن اعتبرت هذه الأشغال في ثلاث تقارير سابقة بمثابة انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار. وأعربت جبهة البوليساريو عن اندهاشها لموقف منظمة الأممالمتحدة التي يبدو أنها تتجاهل قراراتها السابقة حول هذا الموضوع. وكان المغرب قد باشر في أوت الأخير أشغال تهيئة هذا الجزء من الطريق بطول 3.8 كلم والذي سيعبر الأراضي الصحراوية إلى غاية الحدود مع موريتانيا. وامتنع مجلس الأمن الأممي الذي اجتمع يوم الجمعة في جلسة مغلقة للنظر في الوضع الأمني المتوتر في هذه المنطقة الحساسة عن الإدلاء بأي تصريح للصحافة. واكتف جيرارد فان بوهيمان رئيس مجلس الأمن بالإشارة إلى أن كريستوفر روس مبعوث بان كي مون إلى الصحراء الغربية وكيم بولدوك رئيس بعثة المينورسو قد أطلعا الهيئة الأممية بالوضع في منطقة الكركرات، وأوضح فان بوهيمان أن بلاده نيوزيلندا تتابع عن كثب هذا الوضع الذي يبعث على القلق. ورفض ممثل فنزويلا رافائيل راميراز هذا الاقتراح مشيرا في تصريح صحفي إلى أنه لم يتم إنشاء بعثة المينورسو لبناء الطرق بل لتحضير استفتاء الشعب الصحراوي، ومن جهته رفض بان كي مون التعليق على اقتراح الأممالمتحدة. ولا يزال الوضع متوترا في منطقة الكركرات، حيث احتفظ الطرفان بموقعيهما اللذين يفصلهما 120 متر، وحذرت الأممالمتحدة من استئناف المواجهات التي قد تكون لها تداعيات إقليمية وفي مذكرة سرية وجهت لمجلس الأمن في 28 أوت أكدت الأمانة العامة للأمم المتحدة أن المغرب قام بنشر قوات أمنية في هذه المنطقة بدون إعلام المينورسو خارقا بذلك الاتفاق العسكري رقم 1.