اعتبر البروفسور مصطفى خياطي أن نسبة 4.6 من الجزائريين الذين لا يثقون في التلقيح قليلة مقارنة بما يحدث على أرض الواقع، حيث أشار إلى أن العديد من العوامل كانت وراء ذلك، بما فيها تقاعس وزارة الصحة عن أداء الأدوار المنوطة به من إعلام وتحسيس، وتوفير اللقاحات الضرورية في وقتها المحدد، وكذا تهاونها في تحري النوعيات الجيدة ما ينعكس سلبا على تأثيره في محاربة الأمراض والبكتيريا. أرجع رئيس الهيئة الوطنية لترقية وحماية حقوق الطفل، البروفسور خياطي، عزوف عدد كبير من الآباء عن تطعيم أطفالهم حديثي الولادة والرضع، إلى عدة عوامل ترتبط في مجملها بتهاون القائمين على الصحة في الوزارة من تأدية مهامهم، حيث اعتبر أن ندرة بعض اللقاحات وعدم توفرها في المواعيد الخاصة بجدول تلقيح الطفل، جعل الكثير من الآباء ينقطعون عن استكمالها في وقت لاحق. كما أضاف المتحدث ذاته في حديثه مع ”الفجر” أن فعاليات هذه اللقاحات التي ترتبط أساسا بجودتها وطريقة تخزينها تلعب دورا في العزوف عنها، مشيرا إلى ظهور المئات من حالات ”بوحمرون” مثلا عند أطفال تم تلقيحهم ضد هذا المرض، كاف لجعل الآباء لا يكترثون بالمداومة على التلقيح بعدها. ومن جهة أخرى، شدد محدثنا على الجانب الإعلامي الذي لا تولي له وزارة الصحة أهمية كافية، حيث نوه إلى أنه في وقت سابق كان هناك اهتمام بالتذكير المستمر للمواطنين بجدول اللقحات وبمدى أهميتها عن طريق الحملات التحسيسية والومضات الإشهارية الخاصة، إلا أننا نلاحظ مؤخرا عن انعدام هذه الثقافة في وسط الكثير من الآباء نتيجة لامبالاة من طرف الوزارة المعنية، والتي لا تغتنم فرصة مجانية البحث الإذاعي والتلفزيوني لتمرير هذه الرسائل. كما أشار البروفسور خياطي أن هذا ما يفتح الباب أمام الإعلام المعاكس الذي ينشر الفضائح دون التأكد من صحتها، ذاكرا في السياق ذاته قصة الرضيعين المتوفيين اللذين تم التأكد فيما بعد من براءة اللقاحات من التهمة المنسوبة إليهم بعد انتهاء التحقيق، وهو ما لم تقم وسائل الإعلام بتعديله وطمأنة المواطنين في هذا السياق.