تتواصل عبر جميع المؤسسات الصحية ووحدات العلاج وهياكل الصحة الجوارية بولايات الوطن، فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيحات الذي أقرته المنظمة العالمية للصحة كل سنة من 24 إلى 30 أفريل. يحمل هذا الأسبوع هدف استدراك أي تأخر حاصل في مجال تلقيح الأطفال الذين تجاوزا موعد عملية التطعيم لأسباب أو لأخرى. وقال الأستاذ عبد الوهاب بن ﭭونية المختص في الطب الوقائي في حديث مع ”المساء”، بأن التلقيحات تعد الحلقة الأهم في الحفاظ على الصحة العمومية، داعيا إلى بذل مزيد من الجهد لإضفاء التنظيم والتنسيق التام في نفس المجال. تشارك وزارة الصحة بالجزائر دول العالم الاحتفال بأسبوع التطعيم، حيث اتخذت المنظمة العالمية للصحة هذه السنة ”سكان ملقحون”، ”سكان في صحة جيدة” شعارين للأنشطة التي تقام خلال هذا الأسبوع الذي يهدف إلى استدراك أي تأخر في تطعيم الأطفال، كما يهدف أيضا إلى تحسيس واسع النطاق بمدى أهمية التطعيم كهدف هام آخر. لذا، حرصت وزارة الصحة طوال أسبوع يمتد من 24 إلى 30 أفريل 2014، على تنظيم أبواب مفتوحة على مراكز التلقيح بالمؤسسات العمومية للصحة الجوارية بكامل الوطن، مع إعطاء التوعية والتحسيس حصة الأسد، حيث يشرف مختصون على تحسيس المواطنين بأهمية التلقيحات والمحافظة عليها، عبر دور الرعاية والمراكز الصحية ووسائل الإعلام عموما، لتعزيز أحد أهداف الحملة، وهو التواصل ونشر الوعي بأهمية التطعيمات والاطلاع على المستجدات في هذا الحقل، خصوصا فيما يتعلق بالفئات المجتمعية المختلفة. في هذا السياق، كان ل”المساء” جولة بمركز التلقيحات العالمي بالجزائر الوسطى، حيث تحدثت إلى المراقب الطبي العام الذي قال بأن هذا الأسبوع سيكون ”فرصة مضاعفة لنا لتذكير المواطنين بأهمية التقليحات، ليس فقط بالنسبة للأطفال الذين يتراوح سنهم بين صفر و18 شهرا، وإنما يعني الأمر أيضا المسنين والمصابين بأمراض مزمنة”، وأشار المتحدث إلى أن بلدية الجزائر الوسطى تعد 5 مراكز للتلقيحات، كما أن وتيرة العمل بها عادية جدا في ظل وعي متزايد من الآباء بأهمية المحافظة على مواعيد تطيعمات أبنائهم، لأن التلقيح يضمن للطفل حياة صحية سليمة ويحميه من خطر الإصابة بعدوى بعض الأمراض المتنقلة. كما أوضح محدثنا بأنه لو يتم خلال هذا الأسبوع استدراك حالة طفل واحد من ال1000، فإنه يتم التأكيد على حماية الصحة العمومية بالنظر إلى عدد الأمراض المعدية التي يمكن إبعادها عن المجتمع. من جهتها، قالت السيدة ”ط.إيمان”، قابلة بمركز التلقيحات العالمي بأن فعاليات أسبوع التطعيم العالمي تهدف إلى تعزيز مفهوم التطعيم ونشر ثقافة الوقاية من الأمراض المعدية عن طريق التلقيحات، تقول: ”مركزنا للتلقيحات يعزز نشاطه التحسيسي خلال أسبوع التطعيم العالمي من خلال الرفع من أنشطة الوعي الصحي والتواصل مع الأسر، حيث نزيد من وعي الآباء وحتى المواطنين العاديين الذين يتم استقبالهم بهذا المركز حول أهمية اللقاح سواء الخاص بالأطفال أو الموجه لبعض الأمراض الموسمية أو المزمنة”. وتعتبر المُراقبة الصحية ”س.نفيلة” أن الأسر الجزائرية اليوم أصبحت أكثر وعيا بأهمية التطعيمات في تعزيز الصحة والنأي بها عن الكثير من الأمراض التي قد تدمر مجتمعا بكامله، ومنها الشلل والحصبة، مضيفة أن الأسبوع الممتد من 24 إلى 30 أفريل 2013 المنقضي، شهد معدل استدراك تلقيح قارب 3 أطفال في اليوم، مؤكدة على أهمية التربية الصحية الموجهة للأولياء تحديدا، ناصحة إياهم بالحرص على الاطلاع على جديد الصحة حماية لهم ولأسرهم. وفي الموضوع ذاته، كان ل«المساء” لقاء مع البروفسور عبد الوهاب بن ﭭونية رئيس مصلحة الطب الوقائي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، الذي أوضح أن اللقاحات تعد من أنجح التدخلات الصحية الوقائية، بل ومن أكثرها نجاحا ومردودية، حيث أن التطعيم يجعل الدولة أكثر استعدادا للتصدي للأمراض المعدية، مما يحد من العبء الصحي والعبء الاقتصادي المرتبط بالمرضى والوفيات. وقال المختص بأن إحياء الأسبوع العالمي للتلقيح أقرته المنظمة العالمية للصحة بغية تحصين المواليد الجدد والأطفال من أية عاهات أو إصابات محتملة بالأمراض، باستدراك التلقيحات التي قد يتأخر الطفل في تلقيها في وقتها لسبب من الأسباب، وعلق يقول: ”نتساءل: هل نحن فعلا مواظبون في مجال تلقيح الأطفال؟ وأجيب بأننا فعلا كذلك لأن السلطات الصحية تولي اهتماما كبيرا لرزنامة التلقيحات التي تعززت بإدخال تلقيحات أخرى تحمي الأطفال ليس فقط من الأمراض المعدية، وإنما ضد أنواع من السرطانات، إذن لا بد أن ندرك أهمية التلقيح لتحصين صحة المجتمع، خاصة إذا علمنا أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى وفاة من 2 إلى 3 ملايين شخص كل سنة بسبب أمراض من الممكن جدا تفاديها بالتطعيم، إضافة إلى أن نسبة 78 % من الوفيات بسبب الحصبة في العالم يمكن تفاديها باحترام التلقيحات”. ويضيف المختص قائلا: ”في الجزائر أظن أن الأمور تحسنت كثيرا في هذا المجال ولم تعد هناك وفيات بسبب شلل الأطفال أو الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية، فقط أشير إلى بعض الاختلال بسبب سوء توزيع التطيعمات التي يكون سببها الأول عدم التنسيق والتنظيم الكامل في قطاع الصحة عموما”. جدير بالإشارة إلى أن حملة استدراك التلقيحات تتم طوال ساعات اليوم لمدة أسبوع من 24 إلى 30 أفريل الجاري وعبر جميع المؤسسات الصحية ووحدات العلاج وهياكل الصحة الجوارية بولايات الوطن، لإتاحة الفرصة للأطفال ضمن الفئة العمرية التي تتراوح بين يوم واحد و5 سنوات، ولم يتم تلقيحهم بعد لسبب أو لآخر، إمكانية اغتنام هذه الفرصة الاستدراكية من أجل تعزيز تحصينهم ضد الأمراض والتقليل من وفيات الأطفال.