رافع المشاركون في أشغال اليوم البرلماني بعنوان «نحو جدول وطني أمثل للتطعيم» لصالح إعادة النظر في البرنامج المعتمد في الجزائر، بشكل يأخذ بعين الاعتبار تطور المعطيات الإحصائية الجديدة، الخاصة بالوضعية الوبائية، ويسمح بإدخال لقاحات جديدة، تنهي حالات الوفاة المسجلة في صفوف الأطفال الأقل من 5 سنوات. وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري في رسالة وجهها للمشاركين في أشغال الملتقى قرأها نيابة عنه رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين عبد القادر بلقسام قوادري، أن الجزائر بذلت جهودا في مجال توفير اللقاحات المضادة لمختلف الأمراض الخطيرة التي تفتك بالجسم الإنساني، بحيث جعلت التلقيح إجباريا ومجانيا لكل الأطفال مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية ومواقعهم الجغرافية، وهي السياسة التي أعطت ثمارها بصورة فعالة وواضحة، حيث لم تسجل أي حالة ديفتريا سنة 2007، وتراجع حالات الإصابة بالكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال ومرض الحصبة إلى 10 حالات، 47 حالة، صفر حالة، و823 حالة على التوالي، مقابل 130 حالة، 1201 حالة، 228 حالة، و9733 حالة سنة 1969. غير أن هذه الأرقام، لا تعكس بالضرورة الوضعية الايجابية للصحة في الجزائر حسب ذات المسؤول، الأمر الذي يلزم ببذل جهود إضافية في مراجعة وتحسين وتطوير البرنامج الوطني على مستوى طريقة التطعيم، إذ ينبغي تفضيل التطعيم عن طريق الفم، كلما كان ذلك ممكنا تفاديا للتأثيرات الجانية الخطيرة أحيانا عن طريق الحقن، وتوسيع التطعيم ليشمل كل المواطنين دون استثناء مثل التطعيم المضاد لالتهاب الكبد وعدم الاكتفاء بتطعيم الفئات الأكثر عرضة للمرض تماشيا مع أهداف الألفية التي سطرتها المنظمة العالمية للصحة. كما طالب، زياري بإدخال اللقاحات الجديدة مثل اللقاح المضاد للبابيومافيروس، أو المضاد لبكتيريا البنوموكوك حتى وإن كانت مكلفة، فحياة الإنسان لا تقدر بثمن كما قال، ويكفي أن نعلم أن ما تنفقه الدولة على علاج امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم يكفي لتطعيم مئات النساء، مؤكدا أن الأولى بوزارة الصحة أن تستورد اللقاح المضاد لفيروس البابيومافيروس، تفاديا لتكاليف باهضة جدا في علاج هذا المرض. وأوصى بإعادة النظر في الجدول الزمني والسني للتطعيم بأخذ بعين الاعتبار تجارب وتطبيقات الدول المتقدمة والمتطورة في مجال الصحة. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور كداش في مداخلة ألقاها بالمناسبة أن تعديل برنامج التطعيم الموسع اعتمادا على تطور المعطيات الإحصائية الجديدة، بات ضرورة ملحة خاصة وأن الجزائر تقع بالقرب من دول، تنتشر بها الفيروسات القاتلة. واقترح، ذات المسؤول، إدخال تعديلات على جدول التطعيم ضد شلل الأطفال، وطرق إعطائه كون الطريقة المعتمدة حاليا لم تعد تستجب لتوصيات منظمة الصحة العالمية والبرنامج الوطني للقضاء على الشلل، حيث تبين أن التطعيم عن طريق الفم، لا يخلو من الأعراض الجانبية النادرة الحدوث وأهمها الشلل ما بعد التطعيم، كما أن الفيروسات المستعملة في التطعيم ضد الشلل يمكنها التكاثر لفترات طويلة و مهاجمة الجهاز العصبي والانتقال من شخص إلى الآخر مثلها مثل الفيروس المسبب لشلل. وحول البرنامج الوطني للتطعيم الحالي الخاص بالسعال الديكي، اقترح كداش تغيير أوقات التطعيم على النحو التالي3 : جرعات على عمر 4،2، 6 أشهر متبوعة بالإعادة في عمر 18 شهر و5 أو 6 سنوات كما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو 11 سنة كما في أوروبا، بدل 3 أشهر، والإعادة في 18 شهرا المعمول به حاليا، لأن إعادة التلقيح في عمر 18 شهرا يعرض الكبار للإصابة بمرض السعال الديكي وخاصة نقل المرض إلى الأطفال الرضع الذين لم يلقحوا بعد. واقترح إعطاء لقاح التهاب الكبد الفيروسي، عند الولادة وفي عمر شهرين وستة أشهر، بدل جرعة عند الولادة، وفي الشهر الأول، و5 أشهر. وأكد أن اليقظة تبقى مطلوبة للقضاء على مرض الحصبة، لتجنب حدوث حالات وباء، مقترحا وضع سياسة صحية تأخذ بعين الاعتبار حدود الجزائر مع الدول التي يزداد فيها احتمال الإصابة بالحصبة، والعمل على تطوير التشخيص البكتيري من أجل تقييم أفضل لانتشار المرض. أما البروفسيور رشيدة بوكاري، فأكدت أن الاستمرار بالعمل بالجدول الحالي للتطعيم قد لا يسمح للجزائر بتنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية، خاصة وأنها مطالبة بتقليص نسبة وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات إلى 60 بالمائة آفاق 2015.