باشرت كل من وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس، بالتنسيق مع السلطات الفرنسية في الإجراءات المتعلقة باسترجاع جماجم ورفات الثوار والمجاهدين الجزائريين المتواجدة بمتحف باريس، حيث أدرج الملف ضمن المباحثات مع الطرف الفرنسي. وأكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، في رده على سؤال كتابي للنائب عن جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن ملف استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية المحفوظة في مخزن متحف الإنسان بباريس، قد أدرج ضمن الملفات موضوع المباحثات مع الطرف الفرنسي، وتم التكفل به بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس، التي باشرت الإجراءات المتصلة بالموضوع. بالمقابل، شكل ملف استرجاع رفات الثوار والمجاهدين جدلا واسعا في أوساط الساحة السياسية، حيث كان النائب عن جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، قد وجه سؤالا كتابيا إلى وزير المجاهدين مؤكدا أن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، ما يزال يحتفظ إلى اليوم، بعظام وجماجم عشرات الثوار الجزائريين الذين قاوموا الإستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر، حيث تعود هذه الرفات للشهداء محمد لمجد بن عبد المالك، المعروف بإسم ”شريف بوبغلة”، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة، وموسى الدرقاوي، وسي مختار بن قديودر الطيطراوي، وعيسى الحمادي، وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك، الضابط والذراع الأيمين للأمير عبد القادر. وصرح مؤخرا، مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، ميشال غيرو، أن إدارته مستعدة لدراسة أي طلب لتسليم جماجم الجزائريين المحفوظة بالمتحف، وأنه لا وجود لأي عائق قانوني لتسليمها، وهو ينتظر فقط القرار السياسي الذي يصدر عن مسؤولي البلدين. وفي هذا السياق، تساءل نواب عن الإجراءات الملموسة التي تنوي الجزائر اتخاذها من أجل استرجاع رفات هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم كي تعيش الجزائر حرة مستقلة؟.