باشرت الجزائر على مقربة من الذكرى الثانية والستين لاندلاع الثورة التحريرية اجراءات استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية والتي تحتفظ بها فرنسا في مخزن متحف الانسان بباريس. وبادرت وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس باتخاذ الاجراءات التي تتعلق بملف استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية، التي تعود محمد لمجد بن عبد المالك المعروف بإسم شريف بوبغلة والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة في سنة 1849) وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي وعيسى الحمادي وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمين للأمير عبد القادر، والتي تحتفظ بها فرنسا في مخزن متحف الانسان بباريس. وقال وزير المجاهدين الطيب زيتوني في رده على مراسلة النائب البرلماني عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، حول التدابير التي تنوي الوزارة المعنية لاسترجاع الجماجم، إن الملف قد أدرج ضمن الملفات موضوع المباحثات مع الطرف الفرنسي وتم التكفل به بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس التي باشرت اتخاذ الإجراءات المتصلة بالموضوع . وأشار زيتوني في تصريحات سابقة إلى أنه تم تشكيل لجان مشتركة بين الطرفين الجزائري والفرنسي، بهدف الإسراع في استرجاع جماجم هؤلاء المقاومين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية ، مبديا استغرابه من أن بلداً كفرنسا التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان تضع رؤوس قطعها المستعمر ببشاعة ووحشية وفعل لا يقترفه إلا الإرهاب في متاحف لتقدم للزوار ، واصفا ما اقترفته فرنسا بعمل يبرز أقبح صورة عرفها تاريخ البشرية . وفي جوان الماضي، أبدى متحف الإنسان في باريس استعداده لدراسة إعادة 36 جمجمة تخص جزائريين، استشهدوا في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر، يحتفظ بها منذ أكثر من قرن، و أكد مديره انه لا وجود لأي عائق قانوني لتسليمها وهو ينتظر فقط القرار السياسي الذي يصدر عن مسؤولي البلدين. ومنذ سنوات تم إطلاق عريضة بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد، من أجل استعادة هذه الجماجم إلى البلاد بهدف دفنها بالشكل اللائق ، وأكدت الجمعية حينها أن هذه المبادرة تأتي في إطار الوفاء للشهداء واستكمال رسالتهم الخالدة، وتعد أيضا مظهرا للاستقلال والسيادة، ولذلك المطالبة بهذا الحق تعد استمرارية ثورية لأبناء الجزائر المستقلة كسلالة وفية وملتزمة لعهود الشهداء.