تتوقع وكالة التنقيط الروسية ”أكرا” تقليص العرض العالمي للنفط ب 0.7 بالمئة بعد الاتفاق الذي اتخذته أوبيك بالجزائر، حسبما أكدته المديرة العامة لهذه الوكالة إيكتيرينا تروفيموفا. وصرحت تروفيموفا لوكالة الأنباء الروسية ”تاس” أن ”قرار أوبيك سيسمح بتقليص العرض العالمي للنفط بنسبة 0.7 بالمئة حسب تقديراتنا، فيما سيبقى مستوى الأسعار متذبذبا خلال السنة المقبلة لكن في مستوى الأسعار الحالية”. وفي رأيها سيكون لاتفاق أوبك أثر محدود على أسعار النفط، كما أكدت أنه ”لا يجب أن ننسى أنه مع زيادة أسعار النفط سيصبح المنتجون الأمريكيون أكثر نشاطا، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعار النفط”. وقد اتفقت بلدان أوبك يوم الأربعاء الفارط بالجزائر على تقليص إنتاجها إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا. وستحدد أوبك حجم الإنتاج لكل بلد عضو خلال اجتماع مرتقب يوم 30 نوفمبر. وقد عرفت سوق النفط اضطرابات حادة خلال السنتين الأخيرتين تميزت خاصة باختلال التوازن بين العرض والطلب وانهيار أسعار النفط التي بدأت في الانخفاض في جوان 2014، بحيث انخفض سعر البرميل من أكثر من 110 دولار إلى 40 دولارا أحيانا. هذا وقد تباينت أسعار النفط عند التسوية أمس الأول الجمعة، في الوقت الذي اتجهت فيه إلى تسجيل مكاسب للشهر الثاني على التوالي بفعل خطط تخفيض إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك”، على الرغم من زيادة الشكوك بشأن تعهد المنظمة بعدما أظهرت بيانات تسجيل نمو قياسي جديد في إنتاجها من الخام. وجرت تسوية خام القياس العالمي مزيج برنت بارتفاع نسبته أربعة بالمئة في شهر سبتمبر، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط ثمانية بالمئة بدعم من إعلان أوبك يوم الأربعاء نيتها تقليص حجم المعروض في السوق بواقع 700 ألف برميل يوميا. ويقدر محللون حجم تخمة المعروض من النفط في الأسواق العالمية بما يتراوح بين 1.0 و1.5 مليون برميل يوميا. وأظهر مسح أجرته رويترز ونشرت نتائجه يوم الجمعة، أن إنتاج أوبك من المرجح أن يكون ارتفع إلى 33.60 مليون برميل يوميا في سبتمبر مقارنة مع 33.53 مليون برميل يوميا في القراءة المعدلة لشهر أوت، مع زيادة العراق صادراته في الوقت الذي أعادت فيه ليبيا فتح بعض مرافئها النفطية الرئيسية. وجرت تسوية العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر على انخفاض قدره 18 سنتا أو ما يعادل 0.4 بالمئة إلى 49.06 دولار للبرميل. وارتفع الخام نحو أربعة بالمئة هذا الشهر وزاد بنسبة مماثلة على أساس أسبوعي، في حين انخفض واحدا بالمئة هذا الربع. وجرت تسوية العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع قدره 41 سنتا أو نحو واحد بالمئة عند 48.24 دولار للبرميل. وزاد الخام ثمانية بالمئة هذا الأسبوع وارتفع بنسبة مماثلة هذا الشهر. في حين لم يسجل تغيرا يذكر على أساس فصلي. وانتهى تداول العقود الآجلة للخامين تسليم نوفمبر بعد تسوية يوم الجمعة. لمياء حرزلاوي
إنتاج أمريكا النفطي ينخفض ب20 ألف برميل يوميا والطلب يتراجع أظهرت بيانات نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الخام هبط بواقع 20 ألف برميل يوميا في شهر جويلية إلى 8.69 مليون برميل يوميا. وبحسب تقرير الإدارة الشهري، ارتفع إنتاج نورث داكوتا بواقع أربعة آلاف برميل يوميا في شهر جويلية، في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج تكساس بواقع 11 ألف برميل يوميا. وانخفض إجمالي حجم الطلب على النفط 1.3 بالمئة أو ما يعادل 267 ألف برميل يوميا إلى 19.712 مليون برميل يوميا، مقارنة بقبل عام، حسبما أظهرت البيانات التي نقلتها وكالة رويترز. وقال هوكستاين إن تقلبات أسعار النفط التي تقودها أوبك قد تكون محفوفة بمخاطر تهدد ما لا يقل عن ست دول منتجة للنفط، تعتمد اقتصاداتها وخدماتها وشبكات الضمان الاجتماعي بها على إيرادات النفط. ولم يذكر المسؤول الأمريكي دولا بعينها لكن فنزويلا وأنغولا والغابون من الدول التي تعد مثالا على منتجي النفط الذين لا يملكون صناديق ثروة سيادية ضخمة تحميها من تأثير هبوط أسعار الخام، وحتى السعودية أكبر منتج في أوبك واجهت بعض الصعوبات بسبب جمود اقتصادي تمخض عن عجز في ميزانيتها للسنة الثانية على التوالي. ل.ح
خبراء الاقتصاد يثمنون نتائج اجتماع الجزائر ويؤكدون: ”اجتماع الجزائر شهادة ميلاد ثانية لمنظمة أوبك” نجحت أوبك في اجتماع الندوة الدولية للطاقة، في الخروج من مأزق الخلافات السياسية، وتمكنت من التوصل إلى اتفاق يوصف بالتاريخي، ويقضي بتخفيف الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات أي عندما بدأت الأزمة الاقتصادية عام 2008 حيث كان الاتفاق حين ذاك على خفض الإنتاج، ما مكن الأسعار من العودة إلى الاستقرار، ويأمل أعضاء الأوبيب أن يكون المآل هذه المرة نفس الشيء. وفي هذا الصدد، وصف الخبراء الاقتصاديون القرارات المتخذة في اجتماع الجزائر، بتتويج الحنكة الدبلوماسية الجزائرية التي جمعت وجهات نظر مختلفة الأطراف في الحدث الاقتصادي العالمي، وكشهادة ميلاد ثانية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، وأن الفضل يعود للحنكة الدبلوماسية الجزائرية. واعتبر الخبير الاقتصادي كمال رزيق في تصريح للإذاعة الوطنية، أن هذه القرارات جد جرئية ولم يكن من المنتظر أن تتخذ في الجزائر وذلك بفضل الدبلوماسية الجزائرية. من جهته، صرح الخبير الاقتصادي مبتول عبد الرحمن قائلا: ”إن القرارات أتت بإيجابيات لأن البترول قد ارتفع سعره بقليل، وأن كل دولار ينزل من البرميل فيه خسارة للجزائر بقيمة 60 مليون دولار ”. وبخصوص التوقعات الاستشرافية لمستقبل معدل إنتاج النفط بشأن دول المنظمة، قال مبتول أنه في حال تحرك معدل النمو عام 2017 و2020 بصفة قوية سيكون بين 60 و70 دولارا، مستبعدا وصول البترول إلى أكثر من 80 دولارا. ويعد الاجتماع بمثابة خطوة تضاف إلى مسيرة جهود القيادة الجزائرية سياسيا واقتصاديا، وصفها البعض بالجريئة لتكون أرضية للتفاهم والتجسيد الميداني. وسمح الاتفاق التاريخي الذي توصل إليه الأربعاء أعضاء دول أوبك بالجزائر، بعد ست ساعات من النقاش المثمر وقرار تحويل الاجتماع من ”غير رسمي” إلى ”استثنائي” بالإجماع ودون تحفظ، سمح بتسجيل ارتفاع قياسي في أسعار النفط بنحو 6 بالمائة، بحسب ما تداولته الوكالات العالمية مباشرة عقب الإعلان عن هذا الاتفاق الهام. وخلص اتفاق الجزائر إلى موافقة دول أوبك على تخفيض إنتاج النفط بنحو 750 ألف برميل يوميا وتثبيت مستويات الإنتاج فيما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، على أن يوضع هذا القرار حيز التنفيذ خلال اجتماع نوفمبر المقبل بفيينا.