قالت وسائل إعلام تركية إنّ إرهابيين فجرا سيارة مفخخة كانا يستقلانها، صباح أمس، بعد أن حاصرتهما قوات الأمن التركي، في مزرعة خاصة للخيول تقع على أطراف العاصمة أنقرة. ونقلت الأناضول أنّ مديرية أمن أنقرة خططت لإحباط العملية استنادًا لمعطيات من مديرية الأمن بولاية ديار بكر (جنوب شرق البلاد)، وبلاغ تلقته من مواطنين أتراك بوجود حركة مشبوهة، في كوخ يقع ضمن أرض محاطة بأسلاك شائكة، محاذية لمزرعة خيول، في الطرف الجنوبي من مدينة أنقرة. وبحسب المعلومات الأولية، طلب رجال الأمن من الإرهابيين تسليم نفسيهما، قبل أن يقدما على الانتحار بتفجير السيارة المفخخة، ورجحت التحقيقات انفجار نحو 200 كيلو غرام من مادة نيترات الأمونيوم. وأشارت الوكالة أن والي إسطنبول أرجان توباجا، سيعقد في الساعات القليلة القادمة مؤتمرا صحفيا من مكان الحادث، لإعطاء معلومات حول العملية التي قامت بها طواقم مكافحة الإرهاب في الاستخبارات التركية. وعثر فريق التحقيق الأمني التركي، في وقت لاحق، على أجزاء من هوية ثانية تعود لامرأة تدعى ”ماهدة أتاش”، في مكان التفجير، بعد العثور على هوية شخص يدعى ”هارون أرسلان”. وكان منفذا الهجوم يعلقان العلم التركي على النافذة الخلفية للسيارة من أجل إبعاد الشبهة عنهما عند تحركهما.ورجح فريق التحقيق أن تكون الهوية التي تحمل اسم ”ماهدة أتاش” مزورة، ولا تعود للمرأة التي قتلت في التفجير. وفي السياق، أوضح والي أنقرة إرجان توباجا، للصحفيين بوجود مؤشرات قوية تدل على على وقوف منظمة ”بي كا كا” الإرهابية وراء العملية التي أسفرت عن مقتل إرهابيين بتفجير نفسيهما. وأضاف توباجا بأنَّ المواد المستخدمة في التفجير، وأسلوب التخطيط لتنفيذ العمل الإرهابي، ”تعطي مؤشرات قوية على وقوف بي كا كا الإرهابية وراءها”. وقال توباجا ”فريق التحقيق عثر على مواد متفجرة بلاستيكية”، لافتًا إلى أنه من المعتقد أيضًا بأن التفجير ناجم عن حوالي 200 كيلو غرام من نترات الأمونيوم. وأضاف توباجا ”عثر بداخل السيارة في مكان التفجير على هوية شخصية لمواطن تركي اسمه هارون أرسلان، والشخص الثاني امرأة، لم يتم التأكد من هويتها بعد”. ولفت والي أنقرة أنَّ فريق التحقيق يشتبه بوجود شخص ثالث، ”إلا أن هذه المعلومة لم تتأكد بعد”. ويأتي التفجير في وقت تشهد فيه تركيا إجراءات أمنية مشدّدة عقب سلسلة من التفجيرات في الشهور الأخيرة، وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف جويلية الماضي، وعادة ما يتبنى مثل هذه التفجيرات حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأفاد مسؤولون أمنيون أنَّ ”الإرهابيين” ربما كانا يخططان لتنفيذ عملية انتحارية أو تفجير السيارة التي كانت بحوزتهما، في 10 أكتوبر الجاري، الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى للانفجار الإرهابي الذي شهدته أنقرة قرب محطة القطارات في حي أولوص، وفقد خلاله 128 شخصًا حياتهم.