يواصل مؤسس موقع ”ويكيليكس” جوليان اسانج نشر تسريباته المحرجة عن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، وذلك قبل أقل من شهر عن موعد إجراء الانتخابات المزمع إجراؤها في 8 نوفمبر المقبل. واستهدف الموقع للمرة الثالثة على التوالي، المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الحالي لحملة كلينتون الرئاسية،جون بوديستا. وكشف ”ويكيليكس” من خلال عرضه لرسائل من البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، اعتراف الأخيرة بأن المملكة العربية السعودية وقطر تقدمان الدعم المالي واللوجيستي لأفراد من تنظيم ”داعش” الإرهابي. ومن بين الرسائل التي كشف عنها الموقع رسالة كانت قد بعثتها كلينتون لبودستا والذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي في 27 سبتمبر عام 2014، وجاء في الرسالة خطة من 8 نقاط لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ”داعش”. وأوضحت كلينتون أنه ”في الوقت الذي تسير فيه العمليات العسكرية يجب علينا أن نستخدم الدبلوماسية وأيضا الأدوات غير التقليدية للاستخبارات الأجنبية من أجل الضغط على حكومتي دولتي قطر والسعودية، اللتين تقدمان سرا مساعدات مالية ولوجيستية ل”داعش” والجماعات السنية المتطرفة الأخرى في المنطقة. وأضافت كلينتون أن هذه الجهود ستجعل قطر والسعودية تسعيان إلى تحقيق توازن في سياستهما بين المنافسة من أجل الهيمنة على العالم السني ونتائج الضغوط الجدية للولايات المتحدةالأمريكية. وكان مؤسس موقع ويكيليكس، قد وعد متابعيه في وقت سابق ب”مفاجأة أكتوبر”، وهي وثائق مسربة تخص المرشحة الديمقراطية كلينتون. وتوقع ”أسانج”، خلال مؤتمر صحفي عبر خدمة دائرة الفيديو، أن يؤدي نشر الحزمة الجديدة من الوثائق إلى ”تدمير” حملة كلينتون الانتخابية. يذكر أنّ أسانج لجأ إلى مبنى سفارة الإكوادور بلندن في جوان 2012 لتفادي التسليم للسويد المطلوب فيها، للاستجواب بشأن اتهامات باعتداء جنسي واغتصاب بحق امرأتين في 2010. وينفي أسانج تلك الاتهامات جملة وتفصيلا. أما ويكيليكس فهي منظمة دولية غير ربحية تنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسرية، من مصادر صحفية وتسريبات إخبارية مجهولة. بوديستا يتهم الاستخبارات الروسية باختراق بريده الإلكتروني والبيت الأبيض يتوعد برد متكافئ وفي السياق، قال مدير حملة كلينتون إن مسؤولين في الاستخبارات الروسية يقفون وراء الخرق غير القانوني لبريده الإلكتروني بهدف ترجيح كفة الانتخابات لفائدة ترامب. وقال جون بوديستا،في أولى تعليقاته منذ بدأ موقع ”ويكيليكس” نشر آلاف الرسائل المسربة من بريده الإلكتروني: ”أعمل بالسياسة منذ قرابة خمسة عقود... وهذه هي الحملة الانتخابية الأولى التي يدفعني العمل بها إلى مواجهة مع الاستخبارات الروسية... والذين يبدو أنهم يبذلون كل ما بوسعهم من أجل منافسنا”. وقال بوديستا للصحفيين على متن طائرة الحملة الانتخابية لكلينتون في فجر أمس إنه تحدث مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) ”كضحية” لعملية قرصنة على الأنترنت. وذكرت نيويورك تايمز أن إدارة أوباما تعتقد أيضا مثل بوديستا أن الحكومة الروسية تحاول مساعدة ترامب بعمليات القرصنة على الأنترنت، والتي شملت أيضا سرقة رسائل إلكترونية للجنة الوطنية الديمقراطية في وقت سابق هذا العام. وذكر ”ويكيليكس” على تويتر إن الرسائل التي نشرها حتى الآن ما هي إلا 2050 وثيقة من إجمالي 50 ألف رسالة حصل عليها من البريد الإلكتروني الخاص لبوديستا. وتوعد البيت الأبيض موسكو برد متكافئ على تدخلها في الانتخابات الأمريكية عبر قرصنة خوادم الحزب الديموقراطي، والتي اتهمت واشنطنموسكو بالضلوع فيها. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش إيرنست ليل الثلاثاء للصحافيين المرافقين للرئيس باراك أوباما على متن الطائرة الرئاسية ”حتما سنحرص على أن يكون ردنا متكافئا”. وأضاف إيرنست: ”سبق وأن أشار الرئيس إلى الوسائل المهمة التي تتوفر عليها الحكومة الأميركية للدفاع عن أنظمتنا المعلوماتية في الولاياتالمتحدة وعن شن عمليات هجومية في دول أخرى”. وفي بيان شديد اللهجة قال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الجمعة إن ”عمليات السرقة والقرصنة هذه تهدف إلى التدخل في العملية الانتخابية الأمريكية”. وفي السياق أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية يوم أمس، على صفحتها الرسمية على موقع ”فيسبوك” عن مقابلة تلفزيونية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع قناة ”سي أن أن” وتمحور الحديث عن الأوضاع في العالم والإنتخابات الرئاسية الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وسورية تحديداً ويذكر أن لافروف شدد دائماً على أن بلاده لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقال”لا أدلة على تدخل روسيا في السباق الانتخابي الأمريكي”. وكانت واشنطن اتهمت رسميا، الجمعة الماضية، موسكو بالضلوع في الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي استهدفت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووزارة الأمن الداخلي إن طريقة تسريب الرسائل الإلكترونية للجنة الحزب ”تتناسب مع الأسلوب الروسي في القرصنة”. وردت موسكو على هذه الاتهامات على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف والذي وصفها ب”السخيفة” مضيفا أن موقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعرض يوميا لهجمات مماثلة من عشرات آلاف القراصنة، لافتا إلى أن الكثير من تلك الهجمات ”مصدرها الولاياتالمتحدة”، ولكن موسكو ”لا توجه اتهامات”. ويشتبه الأميركيون في سعي موسكو للتأثير على الحملة الانتخابية الأمريكية بقرصنة وثائق ونشرها عبر موقع ويكيليكس. وأثار نشر الرسائل في جوان الماضي غضب فريق حملة المرشحة الديمقراطية، الذي اتهم موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل. وقال فريق كلينتون إن الهدف هو ترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وفتح مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) تحقيقا لمعرفة إذا ما كان لروسيا دور في القضية، لكن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج نفى وجود أي دليل يثبت هذه الاتهامات، واصفا الأمر بأنه ”مناورة تهدف إلى تحويل كلينتون لأنظار الناخبين”.