اتهمت الولاياتالمتحدة رسميا، ليل الجمعة، روسيا بالضلوع في تدبير الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي استهدفت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووزارة الأمن الداخلي إن طريقة تسريب الرسائل الإلكترونية للجنة الحزب ”تتناسب مع الأسلوب الروسي في القرصنة”. واتهمت الإدارة الأمريكيةروسيا أيضا بتسريب العناوين الإلكترونية وأرقام هواتف مشرعين ديمقراطيين. وردت موسكو على هذه الاتهامات على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف والذي وصفها ب”السخيفة”، مضيفا أن موقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعرض يوميا لهجمات مماثلة من عشرات آلاف القراصنة، لافتا إلى أن الكثير من تلك الهجمات ”مصدرها الولاياتالمتحدة”، ولكن موسكو ”لا توجه اتهامات”. ومن جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس السبت، أنه يتم استغلال الانفعالات حول ”الهاكرز الروس” في الولاياتالمتحدة في سباق الانتخابات الرئاسية. وقال ريابكوف: إثارة الانفعالات حول ”الهاكرز الروس” يتم استغلالها في السباق الانتخابي في الولاياتالمتحدة، إذ لا تتردد الإدارة الحالية في استخدام أساليب قذرة في هذا السباق. ويشتبه الأمريكيون في سعي موسكو للتأثير على الحملات الانتخابية الأميركية بقرصنة وثائق ونشرها عبر موقع ويكيليكس، تظهر تحيز قادة اللجنة الوطنية للحزب لصالح هيلاري كلينتون أمام منافسها خلال الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز. وأثار نشر الرسائل في جوان الماضي غضب فريق حملة المرشحة الديمقراطية الذي شن هجوما مضادا باتهام موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل.وقال فريق كلينتون إن الهدف هو ترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ومن جهتها أرجعت مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، ”شنّ روسيا لهجمات إلكترونية”. وقالت كلينتون: يجب أن يعرف كل أمريكي أن روسيا تقدم على أعمال عدائية من هذا النوع لكي تساعد دونالد ترامب (مرشح الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الولاياتالمتحدة) على الفوز بالرئاسة. وفتح مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) تحقيقا لمعرفة إذا ما كان لروسيا دور في القضية، لكن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج نفى وجود أي دليل يثبت هذه الاتهامات، واصفا الأمر بأنه ”مناورة تهدف إلى تحويل كلينتون لأنظار الناخبين”. وفي شأن ذي صلة تسبب بث صحيفة ”واشنطن بوست”، يوم الجمعة، شريط فيديو يظهر ترامب يتلفظ بكلمات بذيئة بحق النساء إلى إثارة ضجة في الولاياتالمتحدة قد تكون لها آثار وخيمة على نجاحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعلى غير عادته، اعتذر ترامب على التعليقات في بيان مقتضب صدر عن حملته الانتخابية، قال فيه إن تلك التصريحات كانت عن ”دعابة غرفة خلع الملابس” في محادثة خاصة في عام 2005. وكان ترامب يجهل أن الحديث يتم تسجيله بينما كان في طريقه إلى استوديو تلفزيوني للمشاركة كضيف في برنامج تليفزيوني. وقد رافقه في الحافلة مقدم البرامج الشهير بيلي بوش. وسمع صوت ترامب في الشريط بوضوح وهو يصف محاولته إغواء امرأة متزوجة. وأنه ينجذب ”تلقائيا” إلى السيدات الجميلات، مواصلا القول: ”أبدأ ببساطة بتقبيلهن.. ولا أنتظر.. ولو أنك كنت نجما فإنهن يستجبن”. وبعد الضجة التي أعقبت نشر المقطع الصوتي الفاضح الذي يتحدث فيه ترامب عن تحرش جنسي، تقدم المرشح الجمهوري باعتذار مكتوب للرأي العام الأمريكي مساء الجمعة، وعاد خلال الليل، ليصدر اعتذاراً في فيديو عن الكلمات البذيئة عن النساء، مؤكدا على أن الحديث الذي دار في الفيديو ”لا يعكس الحقيقة” عن شخصه. وتابع القول: ”لقد تفوهت بأشياء حمقاء، ولكن هناك فرقا بين الكلمات وما قام به أناس آخرون. بيل كلينتون انتهك النساء، وهيلاري تسلطت على ضحاياه وهاجمتهن وفضحتهن وأرعبتهن”. وتابع مهددا: ”سنناقش هذا الأمر بالتفصيل خلال الأيام القادمة. تابعوا مناظرة الأحد”. وحثت كلينتون، مساء الجمعة، الأمريكيات على منع ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض. وكتبت كلينتون في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: ”هذا أمر يبعث على الاشمئزاز.. لا يمكن أن نسمح لهذا الرجل أن يصبح رئيسا”. وفي تغريدة أخرى على تويتر كتبت كلينتون : ”النساء لديهن القدرة على وقف ترامب”.