أعلنت القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية، يوم أمس، إحراز تقدم في عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، وذلك في اليوم الأول من انطلاق معركة استعادة ثاني أكبر مدن البلاد، وآخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون: ”نحن في اليوم الأول ونتوقع أنها ستكون حملة صعبة ربما تستغرق بعض الوقت، المؤشرات الأولية تفيد بان القوات العراقية تحقق أهدافها وتسبق الجدول الزمني المحدد لليوم الأول من العملية. إن الأمر يجري وفقا للخطة العراقية لكن أكرر الأمر لا يزال مبكرا والعدو يلعب هنا دورا ”. وشرعت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية في التحرك صوب الموصل فجر الاثنين تحت غطاء جوي مكثف لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن. وقالت بيانات صدرت عن الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية إنه تمت في المجمل استعادة 20 قرية من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقي من الموصل. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن، فجر الاثنين، عن بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل، بعد أكثر من عامين على سيطرة تنظيم ”الدولة الإسلامية” على المدينة، التي تعد ثاني أكبر مدن العراق. وأكد العبادي اقتراب لحظة النصر مشيراً إلى أن القوات التي ستدخل الموصل هي ”الجيش العراقي والشرطة الوطنية”، حصراً، ودعا أهالي المدينة إلى التعاون مع القوات المحررة و”التعايش السلمي” مع كافة المكونات بعد التحرير. وتعهد العبادي بأن ”يكون عام 2016 عام الخلاص من الإرهاب ومن داعش. وفي السياق، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن مشروع تنظيم الدولة الإسلامية داعش ”ليس خطرا على العراق فحسب، بل على دول العالم أجمع”، مشيرا إلى أن خطر التنظيم قد يمتد إلى الدول المجاورة. وأضاف العبادي، خلال لقائه مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، أن ”المناطق الأكثر ملاءمة للتنظيم في المستقبل هي السعودية والخليج”. وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن بلاده أصبحت تمتلك معلومات هائلة عن التنظيم. ودعا العبادي تركيا إلى عدم ارتكاب أخطاء النظام العراقي السابق، مبديا قلقه من تصاعد التصريحات التركية بخصوص التواجد العسكري في العراق. كما حذر رئيس الوزراء العراقي، أنقرة من مغبة ارتكاب ”خطأ مميت” كان قد ارتكبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجدد العبادي تأكيده على أن دخول القوات التركية للعراق ”ليس نزهة”. لكن أنقرة أكدت أن قواتها دخلت بعشيقة لتدريب البيشمركة، وستواصل عملها، وقال أردوغان للعبادي ”إن الجيش التركي لم يفقد منزلته لكي يأتمر بأمركم”. وتابع القول ”بعض الدول تأتي من بُعد آلاف الكيلومترات للقيام بعمليات في أفغانستان وغيرها في كثير من المناطق بدعوى تشكيلها تهديدا لها، بينما يقال لتركيا، التي لها حدود بطول 911 كم مع سوريا و350 كم مع العراق، إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك، نحن لا نقبل أبدا بهذا المنطق الأعوج”. وأكد أردوغان ”تركيا ليست لديها مطامع ولو في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها، ولا نملك هدفا غير حماية أراضينا وسلامة المسلمين في المنطقة”. وأضاف ”لا يمكن أن نبقى متفرجين إلى ما يحدث في العراق، ولن نصم آذاننا لدعوات أشقائنا هناك”، على حد تعبيره. يذكر أن القوات التركية تتواجد داخل العراق في منطقة في العمادية القريبة من الحدود مع تركيا وفقا لاتفاق مع نظام صدام حسين قبل عام 2003، وامتد تواجدها إلى معسكر بعشيقة بعد عام 2014، بحجة تدريب قوات البيشمركة الكردية، لكن بغداد اعتبرت دخولها، من دون موافقتها، اعتداء صارخا على سيادة العراق، وطالبت أنقرة بسحب القوات التركية المتواجدة في المعسكر. وحذر العبادي في وقت سابق من تداعيات تواجد تلك القوات على الأراضي العراقية، بينما وصف البرلمان العراقي القوات التركية ب ”المحتلة”، إثر مصادقة البرلمان التركي على السماح للقوات بالبقاء على الأراضي العراقية والسورية. ويشارك في عملية تحرير الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، والتي كان التنظيم قد سيطر عليها في 2014، نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية، فضلا عن مقاتلين من عشائر سنية. وحذرت الأممالمتحدة من حدوث كارثة إنسانية وسط توقعات بعمليات نزوح جماعي من المدينة. وكانت الأممالمتحدة أعربت عن قلقها من تأثير العملية العسكرية لتحرير المدينة على سلامة المدنيين. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في بيان: ”لدينا قلق بالغ إزاء سلامة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص، يعيشون في الموصل، والذين قد يتأثرون بالعمليات العسكرية لتحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي”. وجدد أوبراين دعوته إلى جميع أطراف النزاع بضرورة احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها.