فنّد المركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب الذي يتولى البحث حول الظاهرة الإرهابية في تونس ما يراج حول وجود عدد كبير من الجزائريين في صفوف التنظيمات الإرهابية بالبلاد، الذين لا يتجاوزون خمسة أشخاص فقط فيما أكدت الدراسة الأولى من نوعها أن جبال الولاياتالتونسية الحدودية مع الجزائر تضم معسكرات تدريب إرهابيين. وأكد فريق العمل الدراسة التونسية التي استندت إلى 384 ملفا قضائيا تم من خلالها تتبّع أكثر من ألفي إرهابي ووقع الاختيار على عينة عمل تضم ألف إرهابي لفهم تشكّل الحركة الارهابية في تونس وتطورها. كما اعتمد فريق العمل في المركز على استبيان ضم أكثر من 700 سؤال موجه للإرهابيين في العينة المذكورة بعضها أسئلة مغلقة أي تحتمل الإجابة بنعم أو لا وأخرى مفتوحة. وتم من خلالها وضع قاعدة بيانات أساسية لهوية الإرهابيين وانتماءاتهم الجغرافية ومستوياتهم العلمية ووظائفهم المهنية. واستنادا إلى الاجابات تم تقسيم الولايات إلى ثلاث مجموعات تضم المجموعة الأولى المناطق التي تضم ما بين 50 و200 إرهابي وهي بحسب الترتيب ولايات تونس وسيدي بوزيد وأريانة وجندوبة والقصرين ومدنين وبنزرت. فيما تشير نتائج الدراسة المنجزة إلى أن ولايتيْ القصرين وجندوبة الحدودية مع الجزائر أصبحا مكانا خاصا بمعسكرات التدريب وتتميز ولاية مدنين بموقعها الجغرافي كمنطقة حدودية لذلك يمكن فهم هذا التواجد المكثف للارهابيين فيها. وتضم المجموعة الثانية والتي يكون فيها عدد الإرهابيين القاطنين بين 10 و49 إرهابيا ولايات منوبة وبن عروس والكاف وزغوان ونابل والقيروان وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس وقفصة وقبلي وتطاوين. وتضم المجموعة الثالثة التي يقطن فيها أقل من 10 إرهابيين ولايات باجة وسليانة وقابس وتوزر. في المقابل، تفنّد الدراسة ما راج من معطيات سابقة بأن المجموعات الارهابية المتحصنة بالجبال هم أجانب إذ تشير وبالاستناد إلى الملفات القضائية المعتمدة في هذا البحث إلى أن 98.8 بالمائة من الإرهابيين يحملون الجنسية التونسية وهو ما يعني بالنسبة للباحثة إيمان الكشباطي أن تونس ليست وجهة للمقاتلين الأجانب عكس سوريا وليبيا. كما تشير الدراسة إلى تواجد جنسيات أجنبية بنسب ضئيلة في تونس في صفوف الإرهابيين وهم 6 جزائريين و5 ليبيين وجنسية أخرى لا توجد حولها إجابة. ويمثل الذكور أغلبية في الجماعات الارهابية إذ لا تتجاوز نسبة الإرهابيات 3.5 بالمائة. وأغلب الإرهابيين هم عزّاب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة. بينهم أيضا متزوجون تصل نسبتهم إلى حوالي 30 بالمائة. تشير الدراسة أيضا إلى أن أغلب الإرهابيين هم من ذوي المستويات الجامعية. كما استقطبت الحركة الإرهابيين إلى جانب الطلبة والتلاميذ موظفين وعمالا وأصحاب أعمال حرة وأساتذة وحرفيين وعدد 17 مهربا ومعطلين عن العمل وأصحاب مهن بسيطة وعاملين بالخارج وعدد 10 بين أمنيين وعسكريين وكذلك إطارات سامية في الدولة ومتقاعدين وكذلك رجال دين. كما كشفت الدراسة من خلال الملفات القضائية التي تم الاشتغال عليها أن أبو عياض أعلن للمقربين منه منذ أوت 2011 عن نيته تأسيس معسكر في ليبيا لتدريب الإرهابيين التونسيين ثم العودة للعمل المسلح في تونس وإقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة.