أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية في تونس حصول باجي قائد السبسي، زعيم حركة نداء تونس، على الأغلبية في معظم الولايات الساحلية والشمالية وبالأخص في العاصمة تونس بدائرتيها الأولى والثانية، في حين هيمن المنصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، على الولايات الجنوبية وبالأخص ولاية صفاقس عاصمة الجنوب وثاني أكبر مدينة في تونس، بينما استعاد الهاشمي الحامدي هيمنته على ولاية سيدي بوزيدمسقط رأسه وعاصمة الثورة التونسية. وتفوق قائد السبسي على المرزوقي في معظم ولايات سوسة، المنستير، المهدية، بنزرت، سليانة، الكاف، وجندوبة، وزغوان وباجة وبن عروس وأريانة ومنوبة، فضلاً عن تونس العاصمة بدائرتيها. أما المرزوقي فاكتسح معاقل حركة النهضة في الجنوب وفاز بالمرتبة الأولى في عاصمة الجنوب التونسيصفاقس، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة تونسي من حيث عدد السكان حيث يتجاوز عدد ساكنيها 10 ملايين نسمة، وتقع على الساحل الجنوبي لتونس. كما فاز المرزوقي في ولايات مدنين، قابس، ڤفصة، توزر وتطاوين. وامتد تفوقه إلى صفاقس بدائرتيها ووصل إلى الوسط الغربي في القصرين والوسط في القيروان، حسب موقع “العربي الجديد” في لندن. لكن الهاشمي الحامدي، الذي خسر الانتخابات التشريعية في مسقط رأسه بسيدي بوزيد عندما قاد تيار المحبة في التشريعيات الماضية أمام حزب نداء تونس، عاد بقوة في الرئاسيات وهزم كلا من السبسي والمرزوقي، خاصة وأن أنصاره اشتبكوا بالعصي مع أنصار المرزوقي، كما طرد سكان المدينة السبسي من سيدي بوزيد عندما أراد تنظيم تجمع شعبي بها خلال الحملة الانتخابية. غير أن المواجهة الأكبر بين السبسي والمرزوقي ستكون في ولايات الوسط التي لم يكن الفارق كبيرا فيها بين المتنافسين الرئيسيين، وقد تكون نتائجها حاسمة في الدور الثاني للانتخابات. أما الجالية التونسية في الخارج فأعطت أصواتها للمرزوقي باستثناء دائرة فرنسا 2 التي فاز بها السبسي، في حين تقدّم المرزوقي في دائرة فرنسا 1، وفي ألمانيا وإيطاليا والعالم العربي وباقي دول العالم في القارة الأمريكية، وباقي الدول الأوروبية.