على هامش فعاليات الطبعة الواحدة والعشرون للصالون الدولي للكتاب الجزائر التقت جريدة "الفجر" بالسيد جمال كعوان، الرئيس المدير العام لشركة Anep، والذي جمعنا معه حديث حول العديد من النقاط التي تخص الاستراتيجية المتبعة من طرف المؤسسة ونظرتها المستقبلية على صناعة الكتاب بالجزائر وكيفيات ترقيتها وخدمة الأدب الجزائري وتمكين مختلف أطياف الشعب في كل القطر الوطني من القراءة. من المعروف أنه بالجزائر يطرح كثيرا مشكل توزيع الكتاب، لقد تحدثتم في إحدى الندوات الصحفية أن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار ستتجه نحو الكتاب الالكتروني لاجتياز مشكل التوزيع، وتمكين السكان المعزولين الاطلاع على مختلف العلوم والمعارف، إلى أين وصل هذا المشروع؟ المشروع يكبر، هو في طور الدراسة، كما تعرفون لإنجاح هذا المشروع يجب أن تتواجد تحتية، لأنه وقبل كل شيء يجب أن نسير جيدا والأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات، من حقوق المؤلف إلى محاربة التحميل الغير قانوني، ومن هذا المنطلق سنبدأ في المشروع بعد تهيئة المحيط مع شركائنا، خاصة أننا نواجه مشكل حقيقي، والذي يكمن في التدفق السريع للأنترنت، وعلى سبيل المثال كل سنة يعود المشكل عندما يتطلع طلاب البكالوريا على نتائجهم وكل شيء يتوقف. المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار لديها أيضا مشروع إطلاق مكتبات بكل ولايات الوطن، ما هي العوائق التي تعرقل المشروع والمشاكل التي تواجه؟ لا يمكننا التكلم عن عوائق، ولإنجاح أي شيء يجب الوقت، طرحنا الشروع على العديد من الولاة، خاصة في المدن الكبرى، ونعرف أن بالجزائر تبادل مواصلة بسيطة يستغرق ثلاثة إلى أربع أشهر، إذن يجب إعطاء الوقت للمشروع لينجح، خاصة أننا نعتبر المكتبة فضاء للحياة جد مهم، وللحياة يجب الخبز وأيضا الكتاب. أي نوع من الأعمال الأدبية تفضلها شركة Anep؟ ليس هناك نظام قائم أو ترتيب، نحن منفتحون على جميع أنواع الأعمال الأدبية، وشركة Anep تطبع كل الأنواع الأدبية، ولكن صحيح لدينا ميول خاص لكتب التاريخ، وهذا النوع من الإصدارات يمثل العمود الفقري لعملنا في النشر، لأننا نعتبر أنه أبدا لا يكفي التكلم عن تاريخ الجزائر الكبير، والذي يعتبر عنصر هام في صقل شخصيتنا، وتاريخ الجزائر هو تاريخ فريد في نضال الشعب الجزائري للحرية. في نفس الاتجاه، لماذا لا تطبع المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار الكتب العلمية "هندسة، طب"؟ لدينا أعمال علمية، ليس بالكثير لكن نطبع أعمال علمية، وعلى سبيل المثال اذكر أحد الإصدارات الخاصة بالطبعة الواحدة والعشرين من صالون الكتاب، والذي يخص الطب، وهذا الكتاب يمزج بين الطب والتاريخ، والذي يروي ميلاد علم الاعصاب بالجزائر. المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار لديها مطبعة جد فعالة، اين تصنفون انفسكم مع منافسيكم الوطنين والاجانب، وهل يمكن رؤية ناشرين اجانب يطبعون لدى المؤسسة الوطنية للإشهار يوما ما؟ إذا جاء ناشر أجنبي للطباعة لدى شركة Anep سيجد خدمات تتطابق مع المعايير الدولية، وفيما يخص هذه النقطة سأروي عليكم قصة حدثت مع أحد المحافظين لمهرجان جزائري، والذي طلب منا أن نطبع للمهرجان مجلة، وعند تسليم المجلة قال لنا "هل تم طباعة المجلة بالخارج؟"، بحيث طبعت المجلة بالمعايير الدولية، ونتأسف لفكرة أن كل ما هو غير جزائري أحسن منا. في الأخير نطرح سؤال فيما يخص الجائزة الكبرى "آسيا جبار" للرواية، لماذا أجلت الجائزة؟ أجلت الجائزة الكبرى "آسيا جبار" للرواية، لأسباب تقنية بحتة، بحيث اعتبرنا أن الوقت لم يكن كافي لتقديمها في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، واحتراما للجائزة وللكتاب والقراء الجزائريين تم تأجيلها لمنتصف شهر ديسمبر المقبل، لتكون أكثر احترافية.