نظمت مساء أول أمس، المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، بفندق الأوراسي للجزائر العاصمة، حفلا تكريميا جاء تحت عنوان "جائزة أصدقاء الكتاب"، وهي جائزة أولى من نوعها بالجزائر، تعد تقديرية وتكريمية على شرف أسماء ساهمت وتساهم في صناعة وترقية الكتاب بالجزائر. وجاء تسليم الجائزة بحضور وزراء ووجوه أدبية ومثقفة وإعلاميين وآصدقاء الكتاب بالجزائر، نذكر من بينهم وزير الصحة عبد المالك بوضياف ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووزير الاتصال حميد ڤرين والمدير العام لمؤسسة anep جمال كعوان، وتختلف جائزة أصدقاء الكتاب عن الجوائز الأدبية الكلاسيكية التي تكرم الكتاب والناشرين، بحيث جاءت لتقدر وتكرم المختصين في سلسلة إنتاج الكتاب شكلا ومضمونا من مكتبيين وتقنيين وقراء ومحبي الكتاب والقراءة بالجزائر. وتهدف الجائزة إلى إرجاع مساحات الإبداع وفضاءات النقاش التي ترقى بالثقافة والقراءة والمقروئية، وأيضا إلى ترقية الذوق الأدبي والفني بالجزائر، وهي فرصة لعشاق الكتاب بالجزائر فهي جائزة لا تخص الكتاب وفقط بل تشمل كل من لديه ميول للقراءة ويحب الكتاب. وتحصل على الجوائز أربع وجوه، ساهمت في ترقية الكتاب بالجزائر، وخدمت مجال الكتاب لعقود، فتحصل عبد الرحمان علي باي على الجائزة الأولى "جائزة أصدقاء الكتاب"، ويمثل علي باي الوسيط المثالي وهمزة وصل تربط بين القارئ من جهة والناشر والكاتب من جهة أخرى، بحيث يتولى مسؤولية مكتبة "العالم الثالث" منذ 30 سنة، بينما عادت الجائزة الثانية "المفضل coup de cœur" إلى الوناس خير المثال الحي للعصامي، الذي يتحدى صعوبة الظروف والإعاقة بولعه بالأدب العالمي، بحيث فقد الوناس خير بصره في الشهر السابع من عمره جراء تعرضه لداء الحصبة، وحرم من التعليم بسبب إعاقته، لكن شغفه بالأدب جعله يلجأ للأصدقاء ليقرأوا له الروايات، ويملك الوناس خير قرابة ألف عنوان في بيته، ونالت "الجائزة التشريفية"، عائشة كسول التي تنشط حصة إذاعية على أمواج القناة الثالثة موعد صباحي مع عشاق الكتاب، ونالت الجائزة بما تبذلها عائشة كسول من جهود منذ 2005 في تنشيط حصة إذاعية تهتم بالكتاب "عالم يجمعنا لأنه يشبهنا" الذي له صدى كبير عند المستمعين، وحاز على "الجائزة التكريمية" الراحل جاك بيرك الذي يعد عالما في الشؤون الإسلامية والذي وهب كما هائلا من كتبه لمكتبة فرندة بولاية تيارت، ويعد جاك بيرك عالم اجتماع متخصص في الشؤون المغاربية والعالم العربي، كان من المدافعين عن استقلال الجزائر ومن المساندين للقضية الفلسطينية، يعتبر من أبرز العارفين بالإسلام، بحيث قضى عشرين سنة في ترجمة القرآن الكريم، وتحصل على الجائزة بالنيابة عنه ابنه جوليان بيرك، والذي قرر بدوره تخليد ذاكرة والده بمنح القيمة المالية لبلدية فرندة بهدف شراء كتب وإثراء مكتبة البلدية. وقدرت القيمة المالية للجوائز الأربع، ب100 مليون سنتيم للجائزة الأولى "أصدقاء الكتاب" التي تحصل عليها عبد الرحمن علي باي، و70 مليون سنتيم للجائزة الثانية "المفضلة" العائدة للوناس خير، وقدرت "الجائزة التشريفية" المتحصلة عليها السيدة عائشة كسول ب50 مليون سنتيم، والجائزة التكريمية قدرت ب30 مليون سنتيم منحها جوليان بيرك ابن جاك بيرك كهبة إلى مكتبة بلدية فرندة بولاية تيارت. وجاء في ختام حفلة تقديم الجوائز، تنشيط حفل فني ساهر من أداء الفنانة نسيمة شعبان، والتي قدمت رفقة جوق موسيقي أمتع حضور قاعة الأوراسي بوصلات أندلسية جميلة جدا، أضفت على الحفل لمسة أصيلة انبعثت منها رائحة تراثنا الثري.