يحضر الكاتب رفيق جلول في الصالون الدولي للكتاب رواية جديدة حملت عنوان ”حضرة الكولونيل أبي”، وهي الرواية الثانية له بعد روايته الأولى الموسومة ب”أوتيل تركي” عن دار ”ورد” الأردنية للنشر. وجاءت رواية ”حضرة الكولونيل أبي” عن دار الراية المصرية في 101 صفحات، والتي تتحدث عن العقيد الراحل جلول أحمد والد كاتب الرواية رفيق جلول، أي أنها رواية سيرية تحكي مسيرة أب مع أبنائه وواجبه الوظيفي، وهذا العمل يروي فيه الكاتب كيف كانت لحظات توديع الأب من مطار ”محمد خيضر؛ ببسكرة من طرف زملاء الأب والعائلة، ثم يتطرق إلى حياته كيف عاشها وعالمه ومحيطه الاجتماعي، وكيف كانت علاقته بالأب، ما قد يلاحظه القارئ في هذه الرواية اختلاف صورة الأب لدى الكاتب عن الكتاب الآخرين في مختلف السير الذاتية، فمن المعروف أن صورة الأب تعطي صورة سلطوية متحكمة وقاسية على الابن، ولكن كاتب هذه الرواية يرى عكس ذلك فالأب هنا يراه من كل الجوانب ناهيك عن الواجب الذي كان يمتهنه في حياته. الروائية عائشة بنور تحضر سيلا 21 برواية جديدة بعنوان ”نساء في الجحيم”، عن دار الحضارة للنشر، وتختزل رواية نساء في الجحيم واقع المرأة الفلسطينية ومسيرتها النضالية عبر التاريخ، من خلال سرد ذكريات مجموعة من الفلسطينيات ومنهن الأسيرات في السجون. وتتمحور أحداث الرواية حول علاقة الشهيد غسان كنفاني بحبيبته غادة والرسائل المتبادلة بينهما قبل اغتياله، وهو الشخصية المحورية والذي تروي من خلاله العاشقة (غادة) حكايات الحب والنضال والتهجير والموت عبر مدن الترحال، إضافة إلى ذكريات أخرى وأحداث مروية على لسان أبطال آخرين مثل (محمود درويش، دلال المغربي، غادة، أيلول، يافا...). وهكذا تنتقل الرواية من فضاء إلى آخر على ألسنة نساء تعتصرهن فواجع الواقع المزري والمعاناة اليومية، بين الخيال والواقع عبر الأمكنة لمدن فلسطينية وغيرها من عكّا إلى بيروت إلى دمشق إلى غرناطة إلى الجزائر، بالإضافة إلى توظيف التراث الفلسطيني والفنون والآداب المختلفة، مع الإحالة إلى أحداث متشابهة في التاريخ العربي مثل نساء الجزائر الثائرات ضد الاحتلال الفرنسي على لسان البطلات جميلة بوحيرد، مريم بوعتورة، فضيلة سعدان...الخ. لتتجلى حكاية العشق والنضال الوطني وعمق الوعى النضالي، ودور المرأة المحوري في الأعمال التحررية. وتصل الأحداث إلى ذروتها في تصوير أزمة الإنسان المعاصر، والتي يعيشها بين الأنا والآخر والصراع النفسي الداخلي الذي يتخبط فيه، صراع الأنا مع الذات ومع الآخر وما ينجر عنهما من تناقضات على مستوى الفكر والهوية والمصير. لتنتهي الرواية في نهاية المطاف إلى إبراز القيمة الإنسانية للحب والنضال من خلال آخر رسالة مرثية كتبتها (غادة) العاشقة من أجل الحب والنضال والسلام كمعالم لتحرير الإنسان من الأطر الفكرية التي تقيّده.