صدرت، مؤخرا، رواية «نساء في الجحيم» للروائية الجزائرية عائشة بنّور،المعروفة ببنت المعمورة، والصادرة عن منشورات الحضارة، إذ تعدّ الرواية الرابعة للمؤلفة...بعد السوط والصدى الصادرة عن وزارة الثقافة الجزائرية 2006، واعترافات امرأة الصادرة «الطبعة 1» دار الحبر 2007 و»الطبعة 2» دار الحضارة 2015، والفائزة بجائزة الاستحقاق الأدبي، جائزة نعمان الأدبية بلبنان 2007، والمترجمة إلى اللغة الفرنسية، وكذا رواية سقوط فارس الأحلام.....الصادرة «الطبعة 1» دار نورشاد 2009 «الطبعة2» عن منشورات نيبور بالعراق 2016. حسب الأديبة عائشة بنور في تقديمها لروايتها الجديدة لقراء «الشعب « فإن رواية «نساء في الجحيم» تختزل واقع المرأة الفلسطينية ومسيرتها النضالية،عبر التاريخ، وتشبثها بالأرض، رغم التهجير والقمع، وهذا من خلال سرد ذكريات مجموعة من الفلسطينيات ومنهن الأسيرات في السجون. وتتمحور أحداث الرواية حول علاقة الشهيد غسان كنفاني بحبيبته غادة،والرسائل المتبادلة بينهما قبل اغتياله وهوالشخصية المحورية والذي تروي من خلاله العاشقة (غادة) حكايات الحب والنضال والتهجير والموت عبر مدن الترحال، إضافة إلى ذكريات أخرى وأحداث مروية على لسان أبطال آخرين مثل «محمود درويش، دلال المغربي، غادة، أيلول، يافا. وهكذا تنتقل الرواية من فضاء إلى آخر، على ألسنة نساء تعتصرهن فواجع الواقع المزري والمعاناة اليومية، بين الخيال والواقع عبر الأمكنة لمدن فلسطينية وغيرها من عكّا إلى بيروت إلى دمشق إلى غرناطة إلى الجزائر، بالإضافة إلى توظيف التراث الفلسطيني والفنون والآداب المختلفة مع الإحالة إلى أحداث متشابهة في التاريخ العربي، مثل نساء الجزائر الثائرات ضد الاحتلال الفرنسي على لسان البطلات جميلة بوحيرد، مريم بوعتورة، فضيلة سعدان...إلخ. لتتجلى حكاية العشق والنضال الوطني وعمق الوعى النضالي، ودور المرأة المحوري في الأعمال التحررية. وتصل الأحداث إلى ذروتها في تصوير أزمة الإنسان المعاصر، والتي يعيشها بين الأنا والآخر والصراع النفسي الداخلي الذي يتخبط فيه، صراع الأنا مع الذات ومع الآخر وما ينجر عنهما من تناقضات على مستوى الفكر والهوية والمصير، لتنتهي الرواية في نهاية المطاف إلى إبراز القيمة الإنسانية للحب والنضال، من خلال آخر رسالة مرثية كتبتها (غادة) العاشقة من أجل الحب والنضال والسلام، كمعالم لتحرير الإنسان من الأطر الفكرية التي تقيّده.