تطرق الروائي أمين زاوي إلى الرقابة التي قد يواجهها المبدع، مؤكدا أن رقابة القارئ قد تكون أحيانا أقوى، لأنه دائما يضع صوب عين الكاتب حين يحمل القلم، بوعي أم لا، وأضاف ”معارضة الكتب أمر صحي، لكن أحيانا توكل للغوغاء مهمة الرقابة وهذا خطير، خاصة إن كانوا لم يقرؤوا”واعتبر الزاوي بمنصة السيلا، أن الجزائر تزخر بأربع لغات هي العربية، الأمازيغية، الفرنسية، والعربية العامية، وعلق ”بلدنا يملك تنوعا ثقافيا ولغويا، وحمايته هو حفاظ على الوحدة الوطنية”.كما اعتبر المتدخل اللغة الفرنسية أداة للذهاب بعيدا في ثقافة الآخر، ولا أحد بإمكانه إنكار توارثها من جيل لآخر، وأن اللغات هي نافذة على ترجمات أخرى، ”فالعربية للأسف كثيرا ما تخضع لمقص الرقابة، والترجمات بحاجة إلى حرية ثقافية، سياسية، وإيديولوجية في حين يجب أن تكون ووفية”. وعن الكتابة بالعربية والفرنسية، اعتبر الروائي أمين الزاوي اللغة ذاكرةً وازنة، وثقيلة، فالإبداع بالعربية له علاقة بذاكرة هذه الأخيرة، وعلاقة الفرنسية هي مغايرة تماما، وصرح ”الذاكرة أحيانا تحررنا لكن يحدث أن تقيدنا”. وعرج الزاوي على كتابه ”حريق في الجنة” باللغة الفرنسية، وقال أنه كتبها على طريقة ألف ليلة وليلة، تناول خلالها ثلاث إشكاليات هي الدين، المرأة، والثقافة، في قالب حكائي، وبلمسة اجتماعية، ثقافية، خيالية. وأردف ”حين أدافع عن المرأة فأنا أرافع للحداثة التي لا تكون إلى بالمواطنة التي هي مفتاح التقدم والاحترام الإنساني... أما الدين فيجب إبعاده عن التلوث السياسي، لحماية قداسته وروحانيته”. وعن رواية ”الساق فوق الساق”، ذكر أمين الزاوي أن شخصياتها من أسرة واحدة، هذه الأخيرة تجلت فيها الثورة الجزائرية، وحكايتها تُسرد على لسان طفل يروي أباه الملتزم بمبادئ الثورة، العم المغترب ذو الفكر الاشتراكي، والعمة الجميلة الدائمة الاحتفاء بأناقتها، والتي زوجت غصبا برجل متزمت أصبح لاحقا حركيا، وعلق الزاوي ”هذه الرواية هي أكثر عمل فيه جزء مني وسيرتي الذاتية”.