عبّر أمين الزاوي، خلال استضافته، أمس، ضمن النشاطات الثقافية التي ينظمها قسم اللغة العربية بجامعة الجزائر، عن شكه في صلابة المثقف العربي الذي يقع بين الصمت والولاء، خصوصا بعد الأزمة الأخيرة بين الجزائر ومصر، في حين أكد ضرورة غلق الباب في وجه المتاجرين في سوق العربية والأمازيغية خصوصا بعد انتهاء زمن الرأسمالية السياسية للغات· شكّك أمين الزاوي، خلال المحاضرة التي قدمها، أمس، بجامعة الجزائر، في صلابة المثقف العربي خصوصا بعدما تورط بعض المثقفين في الأزمة الأخيرة التي حدثت بين الجزائر ومصر، وأضاف بأن هناك انتهازية كبيرة ولعابا يسيل على هذه بعض المناصب في مثل هذه الظروف، كما أن هناك صمتا اعتبره الزاوي خيانة، وقال بأن المثقف العربي يقع بين الصمت والولاء· وتحدث الزاوي عن ضرورة إغلاق الباب على المتاجرين في سوق العربية والأمازيغية، مشيرا إلى استغلال أشباه المثقفين لمناسبات مثل يناير، واستثمار شخصية الملك الأمازيغي شيشناق والتعامل معه كأنه موضوع جديد من أجل الرد على المصريين، وأكد الزاوي على ضرورة الدفاع عن اللغات بالإبداع ''فزمن الرأسمالية السياسية للغات قد انتهى''· واعتبر ضيف جامعة الجزائر، أن المثقف العربي هو مثقف كسول باعتبار غياب تراكم الأعمال والإبداعات الثقافية خصوصا فيما يتعلق بالكتاب الذين يكتبون بالعربية ويعتمدون على الأعمال المعزولة، واعتبر في السياق ذاته أن اللغة العربية هي لغة غير مثقفة عكس اللغة التركية التي اعتبرها أكثر اللغات ثقافة نظرا لاعتمادها على ترجمة العلوم والآداب من مختلف اللغات إلى اللغة التركية· وفي حديثه عن الترجمة، قال الزاوي ''لا أسبح في ماء الحوض مرتين''، مشيرا إلى عدم ترجمته لأي عمل من أعماله واعتبر ذلك خيانة للنص الأصلي، وأضاف بأن من يكتب بلغات مختلفة لا يجلس على كراسٍ مختلفة، بل يدخل مخيالا جديدا في كل مرة ينتقل من خلالها من لغة إلى أخرى· وأكد الزاوي بأن أكثر الكتب حديثا عن الجنس هي الكتب التراثية، وقال أن ما يتم الحديث عنه الآن حول الروايات التي تتطرق إلى الجنس لا يظهر أبدا أمام تطرق الأولين إليها أمثال ابن هشام والغزالي وابن رشد، واعتبر التراث العربي الإسلامي تراثا شجاعا· وقال المتحدث بأن قراءة الرواية مسألة ثقافية وليست فردية، وأشار إلى أن الجزائر بعيدة عن جعلها مسألة ثقافية لعدم وجود حوار مستمر وغياب الجمعيات الثقافية وتعطل اتحاد الكتاب الجزائريين وقال بأن ''الثقافة تدعمها الدولة ويصنعها المجتمع''· وفي حديثه عن شهرة بعض الروائيين والكتاب عندما ينشرون إصداراتهم في لبنان أو فرنسا وعدم ظهور نفس الأعمال بنفس الشكل عندما تنشر في الجزائر، صرح أمين الزاوي بأن العلاقة التي تجمع بين هؤلاء الكتاب وهذه البلدان هي علاقة بزنسة فقط، وأوضح الزاوي خلال حديثه عن اللغة العربية أن المشكل ليس في اللغة، بل في من يستعمل هذه اللغة ومن جعلوها ذات ذاكرة واحدة بالرغم من كونها لغة مفتوحة·