ثمنت الجزائر على لسان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، النتائج التي تحققت في الحرب على الإرهاب بكل من سرت وبنغازي، ودعا المجتمع الدولي لضرورة مرافقة صادقة وصريحة لليبيين لتسوية الأزمة، ولرفع التجميد على الأموال الليبية حتى تتمكن السلطة الشرعية من تلبية الاحتياجات. قال عبد القادر مساهل، من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال أشغال اجتماع القمة للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، إن الجزائر على قناعة بأن الليبيين قادرون على تجاوز خلافاتهم، وهو مبدأ لابد من احترامه، وذكر بضرورة إشراك جميع الأطراف الليبية السياسية والأمنية والثقافية والدينية وممثلي القبائل والمجتمع المدني، باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة كذلك من قبل الأممالمتحدة، في المسار السياسي، والعمل على إعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا، موضحا أنه دون ذلك الإجماع يقع انسداد، وربط نجاح تسوية الأزمة بالانعكاسات الإيجابية على ليبيا ودول الجوار. وأضاف مساهل أن اجتماع أديس أبابا يمكّن من تقييم الجهود الجارية على طريق العودة إلى السلم والأمن والاستقرار في ليبيا، حتى تستكمل إلى النهاية مشروع العودة النهائية والدائمة للسلم الذي توصلوا إليه بالتوقيع على الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر 2015، مجددا تمسك الجزائر بالحلول السلمية والإسهامات التي قدمتها للفرقاء الليبيين إلى غاية التوصل إلى الاتفاق السياسي الليبي بشكل حاسم، من خلال احتضان عديد اللقاءات لأحزاب سياسية ونشطاء ليبيين وتشجيع التقارب بين الأطراف الليبية. وثمن الوزير الانتصارات التي حققتها القوات الليبية في مكافحة الإرهاب بسرت وبنغازي وفي أماكن أخرى من البلاد، موضحا أنه لا يمكن لمحاربة الإرهاب وامتداداته، أن تنجح إلا بإنشاء هيئات عادلة وقوية وذات مصداقية قادرة على القضاء على الإرهاب الذي يرتبط بالجريمة المنظمة ويهدد أمن واستقرار البلدان المجاور. ودعت الجزائر إلى رفع التجميد عن الأموال وغيرها من الموارد الليبية من أجل تمكين السلطات الشرعية والمعترف بها، من تلبية الحاجيات الضرورية للسكان، لا سيما في ما يتعلق بالتزويد بالكهرباء والماء، وكذا في ميادين الصحة والتربية وتحسين ظروف المعيشة. وأوضح مساهل أن الجزائر أكدت أنه ”يجب على الاتحاد الإفريقي الذي لم يدخر أي جهد منذ سنة 2011، لتجنيب هذا البلد الشقيق والجار ويلات التدخل العسكري، أن يشارك بشكل أكبر إلى جانب هيئة الأممالمتحدة، من أجل جعل الأطراف الليبية والمجموعة الدولية تساهم في المسار السياسي بهدف استرجاع السلم والاستقرار والأمن في هذا البلد، وكذا العمل مع بلدان الجوار نظرا للتداعيات المباشرة لهذه الأزمة على أمنها”.