ستكون الأزمة الليبية و تطوراتها موضوع اجتماع اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى، اليوم الثلاثاء بأديس أبابا، بهدف دعم مسار التسوية السلمية لهذه الأزمة وتعزيز الجهود الوطنية والاقليمية و الدولية المبذولة في هذا الصدد. يمثل وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في أشغال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا والذي سيشكل مناسبة لاستعراض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في سياق تسوية الأزمة في هذا البلد. يأتي إجتماع اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى على ضوء مخرجات لقاء نيويورك المنعقد في 21 سبتمبر الماضي وإجتماعات دول الجوار الليبي لا سيما الدورة السابعة بالجزائر (7 ديسمبر 2015)، وهي المخرجات التي حظيت بدعم المجتمع الدولي. من المرتقب أن تشارك دول الجوار الليبي في هذا الإجتماع و ذلك بعد سلسلة القاءات الناجحة التي عقدتها هذه الآلية التي بادرت بها الجزائر لدعم مسار التسوية السلمية لهذه الأزمة. أكدت دول الجوار الليبي خلال إجتماعها التاسع المنعقد في 19 أكتوبر المنصرم بنيامي، على “استعدادهم التام” للمساهمة في إنجاح أشغال إجتماع اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا من أجل تعزيز العمل على تحقيق مصالحة وطنية ودعم المؤسسات الشرعية في البلاد. تعد دول الجوار “هي المعنية بالدرجة الأولى بعدم الاستقرار في ليبيا و خاصة في المنطقة الجنوبية الغربية بسبب انتشار الإرهاب و اتصاله بالشبكات الإجرامية و تهريب الأسلحة والمخدرات و الاتجار بالبشر”، حسب وثائق هذه الآلية التشاورية. دعم دولي لتدابير “إجتماع الجزائر” تحظى التدابير التي تمخضت عن الدورة السابعة لدول جوار ليبيا بالجزائر (7 ديسمبر 2015) بدعم المجتمع الدولي، مثلما يتضح من خلال قرار مجلس الأمن رقم 2259 (23 ديسمبر 2015)، وكذا نتائج إجتماع فيينا حول ليبيا (مايو 2016) و إجتماع نيويورك (سبتمبر 2016). يشدد بيان الجزائر حول الأزمة الليبية على ضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة ترابها وسيادتها على جميع أراضيها ووحدة شعبها واحترام إرادتها وخياراتها وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الليبية وكذا ضرورة التمسك بالحل السياسي و رفض أي تدخل عسكري أجنبي. كما تم التشديد في البيان على ضرورة “اعتماد وطني و شامل للحل السياسي الذي يفضي إلى مصالحة وطنية حقيقية من خلال الحوار الشامل والتوافق بين جميع الأطراف الليبية”. تم في إجتماع الجزائر تجديد رفض أي تدخل عسكري أجنبي مع التأكيد على أن مكافحة الجماعات الإرهابية في ليبيا يجب أن تكون في إطار الشرعية الدولية، وأن العمليات بهذا الخصوص يجب أن تكون بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وفقا للشرعية الدولية. كان السيد مساهل قد أكد خلال إجتماع نيامي لدول الجوار الليبي استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها في مسعى المصالحة الوطنية مع الأشقاء في ليبيا مؤكدا أن “عدم حل الأزمة أو تأخير تسويتها يصّب في مصلحة الإرهاب بمختلف شبكاته”. كما جدّد مساهل بنيامي التزام الجزائر بالمسعى المشترك لدول الجوار الذي يرتكز على موقف موحد قائم على الحل السياسي دون تدخل أجنبي بما يحفظ وحدة ليبيا وتحقيق الاستقرار فيها وفي دول الجوار. تحرير 14 مدنيا من “داعش” في سرت قالت القوات الليبية التي تخوض المراحل الأخيرة من حملة مستمرة، منذ ستة أشهر، لاستعادة مدينة سرت من تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي، إنها تمكنت من إطلاق سراح 14 مدنيا، الأحد، من منطقة سكنية صغيرة يتحصن بها بعض الارهابيين. تحاصر القوات الليبية ما تبقى من ارهابيي التنظيم في سرت في جزء من حي الجيزة البحرية. وقال المكتب الإعلامي للعملية التي تقودها كتائب مصراتة إن المدنيين الذين غادروا المنطقة، الأحد، هم ليبيون وغالبيتهم نساء وأطفال.