الأمريكيون غاضبون، ويقودون هذه الأيام ثورة ضد ديمقراطيتهم التي نقلوها إلينا على ظهر الدبابة، وقد سقط قتيل أمس، في المظاهرات الرافضة لحكم ترامب في بورتلاند، فما العمل؟! هل ستخرج أمريكا القوة العسكرية لإجبار الشارع على قبول لعبة الانتخابات ونظامهم الانتخابي؟ أم سيرضخون للشارع، الذي يبدو أن لوبيات تحركه وتدفع لكل متظاهر الأجر بالساعة بعشرات الدولارات، حسب وثائق مسربة على مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل من حق شعوبنا هي الأخرى أن تثور على ديمقراطية الدبابة الأمريكية التي يرفضها الأمريكيون أنفسهم؟ أم أنها سوقتها لنا مثلما تسوق لنا كل السلع الفاسدة؟ بعضهم بدأ يشبه ناخبي العالم الثالث، وراحوا يبحثون عن طريقة لمنع ترامب، رغم نتائج تصويت كبار الناخبين لصالحه، من دخول البيت الأبيض، وبدأوا حملة لإقناع الناخبين الكبار لإعادة النظر في أصواتهم، في الدورة الانتخابية الصورية الأخرى في 19 ديسمبر المقبل، ومنح فرصة لهيلاري للوصول إلى الحكم؟ أليس هذه ديكتاتورية شبيهة بديكتاتورية الأنظمة العربية التي تفصل مسبقا في نتيجة الانتخابات؟ أزيد من %46 من الناخبين الأمريكيين لم يصوتوا، لأنهم صدقوا الحملة الإعلامية التي يقودها اللوبي الصهيوني والتي أعطت هيلاري فائزة بنسبة %80 بالانتخابات، وبالتالي قاطعوا انتخابات محسومة مسبقا، ورفضوا الوقوف في الطوابير، ومنهم الكثير من الديمقراطيين الذين كانوا يفضلون المرشح الديمقراطي ساندرز، لأنه أفضل من يمثل فكر الديمقراطيين على خلاف عائلة كلينتون الانتهازية الفاسدة! إن تمكن الشارع الأمريكي من ليّ ذراع الإدارة الأمريكية وإجبارها على إعادة النظر في الانتخابات، وهو أمر نادر، تروج له الكثير من وسائل الإعلام خاصة الأوروبية، فهل يكون من حق هيلاري أن تفوز بالرئاسة بحسابات سياسوية فيها الكثير من المراوغة، أم من حق نائب الرئيس ترامب المرشح الثاني على قائمة الحزب الجمهوري، مايك بنس؟ لأنه يجري فعليا الآن في الكواليس البحث عن الكيفية القانونية لمنع ترامب من دخول البيت الأبيض، وقد بدأ النبش في ملفاته في قضايا في العدالة لإخراجها إلى العلن وإصدار أحكام ضده قبل أدائه القسم لمنع ترامب من أن يكون رئيسا؟ على العموم، الرئاسيات الأمريكية الأخيرة التي جرت بين ”وباءين” كانت فرصة لمعرفة حقيقة الديمقراطيات الغربية، وخاصة أوروبا التي لم تعرف إلى أي وجهة تتوجه بعد فوز ترامب، وهي الآن بسياسييها وإعلامها يلعنون ترامب ليلا ونهارا، بل ويوجهون لترامب التحذيرات وراء التحذيرات، خوفا على مستقبل أوروبا المرهون بأمريكا، بعد أن أعلن إجراءات اقتصادية حمائية للإنتاج الأمريكي من أوروبا التابع الأعمى للوبي الصهيوني تعيش رعبا غير مسبوق بعد فوز ترامب!