هل هي ديمقراطية، التي تخير ”العالم” بين وباءين؟ وأقول العالم، لأن انتخاب الرئيس الأمريكي ليس فقط حدثا عالميا، بل هو انتخاب رئيس لدولة تعبث أصابعها في كل بقعة من العالم. مهما كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية غدا، فإنها ستكون كارثة بكل المقاييس على العالم، وإن كان فوز ترامب يكون أقل ضررا من فوز عرّابة الخراب العربي هيلاري كلينتون. هيلاري التي ابتلعت لإهانة وخيانة زوجها مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، تريد اليوم أن ترد الصاع صاعين على تلك الإهانة. ليس فقط من بيل، بل من كل الآخرين، بمن فيهم هذا العالم المتخلف الذي يدفع الملايين لمؤسسة زوجها الخيرية وتصرفها هي على عرس ابنتها و”تشتري” بها صهرا صهيونيا يجلب لها دعم اللوبي في هذا السابق، الذي سينتهي اليوم، بترجيح كبير لفوزها بالرئاسيات الأمريكية، وتكون بذلك أول امرأة رئيسة لأكبر قوة في العالم، أمريكا، التي وبعد أن أعطت العالم العنصري درسا بانتخابها رئيسا أسود، ومن خلفية مسلمة، تقدم اليوم ”سيدة” حفيت قدماها وهي تلهث على الرئاسة لتعود إلى البيت ليس كسيدة أولى، بل كرئيسة، ولا أدري هل ستضرم النار في الغرفة الخلفية لمكتب الرئيس الشاهدة على الخيانة. طبعا لا، أما النار فستضرمها في العالم العربي وستعطي دفعا ”للربيع” العربي الذي خذلها، ولم يسقط كل أحجار الدومينو مثلما خطط لها، ولذلك فهذا ”الأف بي آي” الشرطة الفيدرالية تأتي لإسعافها وتكذب مسألة الرسائل التي نشرها موقع ويكيليكس وتحاول تبييض صحائف السيدة الرئيسة حماية لحظوظها أمام ”المجنون” العاقل ترامب، الذي تم اختياره بدقة ليضع كل فرص الفوز في سلة هيلاري، التي لم تكتف بقتل القذافي، وتدمير سوريا، بل ما زال أمامها الكثير والكثير، حتى تضمن الأمن والاستقرار لإسرائيل لتكون وحدها النجم الساطع في منطقة الشرق الأوسط. ألم تقل إن تدمير سوريا خطط له من أجل إسرائيل وحماية أمنها؟! لا أدري إن كانت خطة هيلاري التدميرية تشمل المملكة العربية السعودية في القريب العاجل، أم أنها ستترك ”الأحلى” للآخر. فالسعودية التي ترفض لنسائها أدنى الحقوق، ولا تتوانى عن إعدامهن لمجرد شبهة الزنا، ها هي تمول حملة هيلاري المرأة وتدعمها لتكون رئيسة لأمريكا، فهل هناك نفاق أكبر من هذا؟ لأول مرة ستكون الانتخابات الأمريكية بدون مفاجأة، فهل حظوظ الفوز في جانب كلينتون الزوجة، لأن الديمقراطية الأمريكية مجرد شعار هناك أيضا، فهي محسومة مسبقا، وحسمت يوم جعل المنافس لهيلاري رجلا مثل ترامب لا يشكل أدنى خطر على فرص فوز هيلاري. نعم، ولأول مرة يختار الأمريكيون بين الطاعون والكوليرا، وسيعم الوباء حتما العالم كله، ولننتظر المزيد من أعمدة الدخان المتصاعدة في سماء الشرق الأوسط، وربما شمال إفريقيا لا قدر الله.