رجّح رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أمس الأحد، تمديد حالة الطوارئ في بلاده لعدة أشهر، اعتبارا من يناير المقبل، والتي تم الإعلان عنها في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها العاصمة باريس العام الماضي. وأضاف فالس في مقابلة أجراها مع شبكة ”بي بي سي” الإخبارية: ”من الصعب اليوم إنهاء حالة الطوارئ في ضوء الانتخابات الرئاسية التي ستُقام بعد أسابيع والمؤتمرات والاجتماعات العامة المواكبة لذلك، وبالتالي فعلينا حماية ديمقراطيتنا”. ولفت فالس إلى أنّ ”نظام حالة الطوارئ يسمح لنا بالقيام باعتقالات وبعمليات مداهمة ومراقبة إدارية فعالة”. مشيرا إلى تراجع نسبي لاحتمال وقوع هجمات مماثلة لاعتداء 13 نوفمبر 2015، ومحذرا في الوقت ذاته من تكرار سيناريو نيس، بقيام ”داعش” بتجنيد أشخاصا لم يسبق لهم السفر إلى سوريا والعراق عبر الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي الأخرى لشن هجمات ضد فرنسا. وبشأن احتمال إعادة التفاوض على اتفاق ”توكيه” المبرم في 2003 بين لندنوباريس بشأن نقل الحدود الفرنسية البريطانية إلى مدينة كاليه في شمال فرنسا، حذّر فالس من أن إلغاء هذا الاتفاق قد يتسبب في تدفق آلاف المهاجرين إلى المملكة المتحدة وسينتهي بمأساة في بحر المانش، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون في هذا الشأن. وفي السياق حذّر فالس في مقال نشرته صحف ”ذي غارديان” و”البايس” و”لو سوار” و”لا ربوبليكا” و”دي فيلت” و”لا تريبون دو جنيف”، ”بعد مضي عام على اعتداءات 13 نوفمبر في باريس، من استهداف ”الإرهاب التكفيري” مجددا لقارة أوروبا، لكن أوروبا ”ستنتصر”. وكتب فالس: ”أقدر التساؤلات التي تطرحها مجتمعاتنا، أنها قلقة نحن مدينون لها بالحقيقية، نعم الإرهاب سيضربنا مجددا، لكن لدينا كل وسائل المقاومة وكل القوة للانتصار، نحن الأوروبيين سنتغلب على الإرهاب التكفيري”. وأضاف فالس أن ”التهديد وارد، تهديد مقلق ودائم”، موضحا أنه يشمل ”بدرجات مختلفة كافة الدول الأوروبية التي دعاها إلى ”التضامن” في سبيل ضمان أمنها. وتابع رئيس الوزراء الفرنسي أن التهديد يحدث فيما يخف التزام الولاياتالمتحدة تجاه العالم، ولم يعد في وسع أوروبا التنصل من المسؤولية والاحتماء بحليفها الأمريكي، في وقت بنى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حملته على العزلة وفك ارتباط واشنطن الجيوسياسي ببقية العالم. وجدّد فالس دعمه لمقترح بروكسل اعتماد وثيقة عبور لكل مسافر يريد العبور من الأراضي الأوروبية، على غرار وثيقة ”إستا” المعتمدة في الولاياتالمتحدة. وعشية ذكرى اعتداءات 13 نوفمبر، خاطب مانويل فالس أيضا عائلات الضحايا، وكتب ”لا يمر يوم من دون أن أفكر في الضحايا ال 130 الذين سقطوا في 13 نوفمبر، وفي كل ضحايا الإرهاب الآخرين وعائلاتهم، غدا تلتقي فرنسا موحدة في الذكرى”. وكانت فرنسا قد أعلنت حالة الطوارئ عقب هجمات 13 نوفمبر 2015 بباريس وسان دوني، والتي راح ضحيتها 130 قتيلا، وتم تمديدها مدة ستة أشهر في نهاية جويلية الماضي.