افتتح السوق المغطى بحي جبانة ليهود بقلب مدينة عنابة، أبوابه أمام تجار الخضر و الفواكه الفوضويين، حيث مكن غلاف مالي قدره ملياري سنتيم من تمويل عملية إنجاز هذا السوق الذي يعد87 خانة بيع في ظرف سنتين كاملتين. استرجعت مصالح بلدية عنابة مساحات عمرانية كان قد احتلها المئات من تجار عربات الخضر والفواكه لسنوات في قلب الحي الشعبي المعروف ب”جبانة ليهود”، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي للغاية على وضعية المحيط في عين المكان، ناهيك عن فوضى البيع والشراء التي نغصت على قاطني الأحياء السكنية حياتهم جراء الانتشار الواسع للاعتداءات المتكررة واندلاع مختلف أنواع المشاجرات التي يتم استخدام جميع أنواع الأسلحة البيضاء خلالها، ما كان سببا في التفكير الجدي والصارم لوضع حد نهائي للاتساع المخيف للتجارة الفوضوية التي مكنت من وضع أيدي عديد التجار على مساحات عقارية ملكا للدولة، ولم يكن هناك حل سوى الاستجابة لمطالب إنجاز سوق خاصة بهم، على غرار سوق الخضر والفواكه بحي الخامس جويلية، والذي اجتث السوق الفوضوية التي كادت تتسبب في كارثة إيكولوجية نتيجة الانتشار الهائل لأطنان من النفايات وبقايا الخضر والفواكه المتعفنة وسط مجمعات العمران السكنية. وتبقى باقي بلديات ولاية عنابة في حاجة ماسة لهذه المبادرات على غرار بلديات البوني، الحجار، سيدي عمار، وغيرها من البلديات التي تعاني الانتشار غير المسبوق لتجار الخضر الفواكه الفوضويين، والذين تسببوا في اندثار معالم عديد الأحياء السكنية جراء نشاطهم التجاري. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن المصالح الولائية قبل سنتين كانت قد برمجت إنجاز 20 سوقا مغطاة للمعنيين، غير أن محدودية المصادر المالية رهنت هذه المشاريع التي تعجز كليا الجماعات المحلية حاليا في برمجة عمليات تمويلها ماليا، على الرغم من أنها ستشكل لاحقا مصدرا ماليا نتيجة الضرائب التي تفرض على هؤلاء الباعة، الأمر الذي سيشكل منبعا ماليا للبلديات التي ستعرف نهاية تمويل الدولة لمشاريع التنمية المحلية خلال السنة الجارية أوالقادمة.