أقدم ما يعرف بتنظيم الدولة ”داعش” الإرهابي بإعدام جنديين تركيين حرقا حتى الموت كان قد أسرهما خلال العام الماضي. ونشرت مواقع مقربة من التنظيم الارهابي مقطع فيديو يظهر حرق الجنديين التركيين سيرتير تاش وفتحي شاهين وهم أحياء، في منطقة الباب في الشمال السوري. وتذكّر حادثة حرق الجنديين التركيين بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في ديسمبر 2015، من قبل التنظيم الإرهابي، في الحادثة الشهيرة التي أثارت ردود فعل واسعة. ويظهر في الفيديو أحد زبانية التنظيم الإرهابي، المدعو ”أبو حسن التركي وهو يلقي كلمات باللغة التركية قبل إحراق الجنديين، لقب فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ب”الطاغوت” وهدده بأن يلقى نفس مصير الجنديين. وأصدر التنظيم الارهابي من خلال الفيديو بياناً أعلن فيه تركيا ”ارض جهاد”. وإثر نشر التنظيم الإرهابي شريط الفيديو قطعت السلطات التركية وصلات اليوتيوب وتويتر وفيسبوك. وجاءت الجريمة الوحشية في أعقاب قصف الطيران الحربي التركي مدينة الباب السورية، معقل التنظيم الإرهابي في محافظة حلب شمال سوريا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة أن 88 مدنيا قتلوا في الساعات ال24 الأخيرة في غارات جوية تركية جديدة على معقل داعش في شمال سورية. وقال المرصد إن حصيلة القتلى في غارات جوية شنتها تركيا الخميس على مدينة الباب التي تحاول القوات التركية انتزاعها من التنظيم ارتفعت إلى 72 مدنيا بينهم 21 طفلا. وأعلن المرصد لاحقا مقتل 16 مدنيا الجمعة بينهم ثلاثة أطفال في غارات جديدة. وكان المرصد قد أكد الخميس أن 29 مدنيا، بينهم ثمانية أطفال قتلوا الخميس في قصف جوي تركي على مدينة الباب في إطار العملية العسكرية المستمرة للقوات التركية والفصائل السورية المعارضة المتحالفة معها لطرد تنظيم داعش من المدينة. وتشن الطائرات الحربية التركية غارات دعما للعملية البرية في سورية، ويؤكد المسؤولون الأتراك مرارا أنهم يقومون بما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وفي السياق نفت مصادر عسكرية تركية، أخبارا تحدثت عن انسحاب القوات التركية المشاركة في عملية ”درع الفرات” من محيط مدينة الباب بمحافظة حلب شمال سوريا. وكان وزير الدفاع التركي فكري إشيق، أعلن في كلمة أمام البرلمان التركي يوم الخميس مقتل 1005 من مقاتلي داعش، و299 من عناصر تنظيمات ”بي كا كا” (الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني)، وتنظيم ”ي ب ك”، (الجناح المسلح للذراع السوري لمنظمة ”بي كا كا”، وذلك منذ انطلاق عملية درع الفرات في 24 أوت الماضي. وأضاف إشيق أنه تم في إطار عملية درع الفرات تطهير مساحة تقدر بنحو ألفي كيلومتر مربع من الإرهابيين وتحرير 225 منطقة مأهولة شمال سوريا. وتطوق القوات التركية والفصائل المعارضة، مدينة الباب من الجهات الشمالية والغربية والشرقية، حيث تخوض ”اشتباكات عنيفة” عند أطرافها الشمالية ”غداة فشلها في التقدم داخلها أمام هجمات المسلحين، وخصوصا التفجيرات الانتحارية”. وبدأت تركيا في 24 أوت الماضي، هجوما بريا غير مسبوق في شمال سوريا دعما لفصائل المعارضة لطرد مسلحي ”داعش” من المنطقة الحدودية في شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين أكرادا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد في وقت سابق، أن ”المدينة ستسقط بأكملها عاجلا أم آجلا”. وتقع مدينة الباب السورية على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفا للعملية العسكرية التركية التي أطلق عليها ”درع الفرات”.