أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أول أمس، خلال زيارته لموقع شوبا ببلدية زيامة منصورية بمدينة جيجل، على ضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية دون إعاقة سير إنجاز المشاريع التنموية. وأوضح الوزير بأنه حان الوقت للعمل على المساهمة في التنمية من خلال ”حلول عملية” ستسمح بحماية هذه المواقع الأثرية، وذلك ”بعيدا عن أي عمل ارتجالي بإمكانه عرقلة المشاريع التنموية”، داعيا إلى إيجاد ”بدائل” لتثمين أجزاء هامة من تاريخ البلاد من خلال ”فتح المجال” أمام المشاريع التنموية المنتقاة عبر مختلف المناطق. وبموقع شوبا، أعطى الوزير ميهوبي تعليمات من أجل تسريع وتيرة أشغال السور المحيط بهذا الموقع الروماني، كما عاين الوزير ورشة المقر الجديد لمديرية الثقافة ومسرح جيجل الجهوي الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به 85 بالمائة حسب التوضيحات المقدمة. وبعين المكان وبعد أن وصف عز الدين ميهوبي هذه المنشأة الثقافية ب”مفخرة” جيجل، شدد على ضرورة احترام المعايير التقنية المستخدمة على الصعيد العالمي في مثل هذا النوع من المنشآت. وبورشة مكتبة الولاية أعطى الوزير تعليمات بجعل هذه المكتبة ”فضاء مفتوحا” واعتماد بطاقات مكتبة للتلاميذ المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة، من أجل تشجيع المطالعة، قبل أن يعطي إشارة انطلاق المكتبة المتنقلة التي ستجوب بلديات الولاية ضمن عمل يستهدف، حسبما أردفه الوزير، ”إخراج الكتاب من المكتبات وتقريبه من القارئ”. وكشف وزير الثقافة أيضا على هامش زيارة ولاية جيجل، أنه سيتم عما قريب التوقيع على اتفاقية شراكة بين المركز الوطني للبحث في الآثار ومعاهد علم الآثار في الجزائر. وقال الوزير بأن هذه الاتفاقية من شأنها أن تشجع على الأبحاث في علم الآثار، لاسيما في مجال الحفريات الوقائية، كما ستمكن الاتفاقية من بروز ”كنوز ما تزال مدفونة وتثمينها” ما سيسهم في إثراء المتاحف على الصعيد الوطني وتسليط الضوء على الآثار المدفونة لعديد مناطق الوطن. وأبرز ميهوبي دور المواطنين في حماية الذاكرة الجماعية، داعيا إلى تلقين الشباب على الخصوص ثقافة حماية هذه المواقع التي تشهد على العديد من الحضارات التي تعاقبت على أرض الجزائر.