سيشرع الملك الإسباني العاهل فيليبي السادس بدا من اليوم في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية لتوثيق العلاقات والروابط الثنائية وإتمام بعض الصفقات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز وتعد في الوقت نفسه أول رحلة دولية للعاهل الإسباني في عام 2017، سيرافقه فيها وزير الخارجية ألفونسو داستيس ووزير التنمية أنييغو دي لا سيرنا ونائب رئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات الأعمال خواكيم جاي ومدير العلاقات الدولية في الاتحاد نارسيسو كاسادو. ومن المرتقب أن يشمل جدول أعمال الرحلة إلى جانب الاجتماع الملك سلمان اجتماعات أخرى مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وشخصيات سعودية سامية أخرى. وتحظى الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للجانب الإسباني، إذ تترقبها شركات إسبانية كثيرة منذ أشهر طويلة وتعلق عليها الآمال في تعزيز تواجدها في المملكة أو فتح المجال لها، لاسيما ضمن خطة الإصلاح الاقتصادي والتنمية تحت عنوان (رؤية السعودية 2030). وسيطلع ملك إسبانيا خلال الزيارة على المشاريع والفرص التي تقدمها السعودية للاستثمارات الأجنبية ضمن خطتها التنموية، ولاسيما في المجالات التي تهتم بها إسبانيا والتي تشمل الطاقات المتجددة والبنى التحتية والهندسة الاتصالات. ولعل أبرز الصفقات التي تتطلع إسبانيا لتحقيقها خلال هذا الزيارة صفقة بيع خمس سفن حربية (طرادات) للسعودية ستبنيها الشركة الإسبانية العامة (نافانتيا) بقيمة ملياري يورو، ما يمثل أكبر صفقة على الإطلاق في تاريخ الشركة العامة. ومن المرجح أن يتطرق الملك في زيارته إلى قضية تمديد موعد إنجاز مشروع القطار السريع الذي يربط بين مكة والمدينة، بعد أن كانت السلطات السعودية وافقت في نوفمبر الماضي على منح ائتلاف الشركات الإسبانية مهلة إضافية لمدة 14 شهرا، أي إلى مارس عام 2018 لإنهاء المشروع. وسيترأس الملك ملتقى للمستثمرين الإسبان يشارك فيه عدد من رؤساء الشركات الإسبانية، فضلا عن اجتماع مع جانب من الجالية الإسبانية في السعودية والتي تبلغ نحو 5000 فرد. ويجمع مدريد والرياض 13 معاهدة واتفاقية ومذكرة تعاون في مجالات الدفاع والتعاون الاقتصادي والصحة وتجنب الازدواج الضريبي والنقل الجوي وتعزيز وحماية الاستثمارات وتبادل الخبرات. ويعود توقيع أول معاهدة وهي معاهدة الصداقة بين البلدين، إلى 11 مايو 1961.