أعلن دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية عن نجاح محادثات التسوية في سوريا والتي جرت يومي 23 و24 يناير الحالي في عاصمة كازاخستان أستانا. وقال بيسكوف، صباح أمس، للصحفيين: ”إنه نجاح، بلا شك”. واتفقت روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول التي تضمن الهدنة في سوريا، خلال محادثات أستانا على وضع آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. ونقلت سبوتنيك عن بيسكوف أن النجاح يكمن في توفير دعم كبير لعملية جنيف، وهي العملية التي تستهدف إيجاد حل ينهي الصراع السوري ويخرج سوريا من أزمتها. وكشف بيسكوف أن القيادة الروسية تنظر نظرة إيجابية إلى ”لقاء الأطراف المعنية”. وأشار إلى ”تعثر عملية جنيف”، وأعرب عن أمل الطرف الروسي في أن تساعد ”نتائج أستانا” على تحريك ”عملية جنيف”. وأجريت المفاوضات خلف أبواب مغلقة، بفندق”ريكسوس بريزيدنت آستانا، جلس خلالها وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة المسلحة على طاولة واحدة. وكانت الخارجية الكازاخستانية قد صرحت في وقت سابق بأن المحادثات ستستمر لمدة 24 ساعة وتختتم الثلاثاء. وكانت روسيا وتركيا أعلنتا، في وقت سابق، وقفا لإطلاق النار، والذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر الماضي، هو الثالث من نوعه هذا العام، في محاولة لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ قرابة ستة أعوام، والذي سيشكل أساسا للمفاوضات. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للأعضاء في مجلس النواب الروسي يوم أمس أن خبراء روسيا قاموا بإعداد مشروع الدستور السوري الجديد، والذي يعتمد على اقتراحات طرحتها الحكومة السورية والمعارضة ودول المنطقة، وأنه جرى توزيعه خلال مفاوضات السلام في أستانا. وأضاف لافروف أنه سيقعد يوم الجمعة المقبل لقاء مع ممثلي المعارضة السورية السياسية، بهدف إزالة الشبهات بأن تكون روسيا وتركيا وإيران تحاول تبديل كل ما تم تحقيقه في مسار التسوية السورية حتى الآن ب”عملية أستانا”. وأوضح أنه، خلال هذا اللقاء، سيبلغ المعارضين السوريين بكل ما جرى في أستانا وبالرؤية الروسية لتطوير عملية أستانا بشكل إيجابي. واعتبر لافروف أن نتائج مفاوضات أستانا سترفع التسوية السورية إلى مستوى جديد نوعيا. ولفت لافروف إلى أنه من المستحيل محاربة الإرهاب بصورة فعالة، دون استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، وبدون جهود فعالة وسلمية لتسوية النزاعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن.