كشفت نقابات تكتل الوظيف العمومي عن نجاح الحركة الاحتجاجية، التي نظمتها في 4 ولايات أمس، مؤكدة أن عدد المشاركين في التجمعات الجهوية الأربعة، تجاوز ال5 آلاف محتج جاؤوا من مختلف ولايات الوطن لمساندة مطلب إعادة فتح ملف التقاعد، والمشاركة الفعلية في إعداد قانون العمل الجديد، وكذا حماية القدرة الشرائية وهذا رغم سوء الأحوال جوية. ونقلت النقابة الوطنية لعمال التربية ”الأسنتيو” أن اعتصام ولاية ورقلة عرف مشاركة اكثر من 600 شخص في حين سجلت مشاركة أكبر بولاية البليدة حيث تجاوز عدد المعتصمين الألف بالرغم من انقطاع بعض الطرق المؤدية إلى الولاية وهو الشأن بالغرب الجزائري فأمام مقر ولاية وهران تجاوز عدد المشاركين 1500 مشارك وبولاية باتنة تجاوز عدد المحتجين 1500 معتصم. وحسب تقرير عن ذات النقابة ”فقد ردد المحتجين عدة شعارات طالبوا من خلال بضرورة تدخل الرئيس بوتفليقة لإسقاط قانون التقاعد الجديد المصادق عليه من طرف البرلمان بغرفتيه وفتح قنوات حوار جادة ومسؤولة من أجل إيجاد حلول لكيفية تمويل صندوق التقاعد وإيجاد بدائل أخرى مع الحفاظ على الحقوق المكتسبة الموجودة في القانون السابق للتقاعد لسنة 97”. كما تمت مطالبة بفتح قنوات حوار مع وزارة العمل من أجل الاطلاع على قانون العمل الجديد من أجل إثرائه ومناقشته قبل تمريره على البرلمان من أجل مناقشته والمصادقة عليه، هذا بالإضافة إلى قيام الحكومة بإجراءات لحماية القدرة الشرائية للموظفين وبالخصوص جراء تدهورها الكبير واستهلاك الزيادات الأخيرة في الأجور التي عرفتها قطاع الوظيفة العمومية ستنتي 2008 و2012 بسبب تطبيق قانون المالية الجديد 2017 وما رافقه من زيادة في الضرائب والارتفاع الفاحش للأسعار مما زاد من تدني القدرة الشرائية لعامة الموظفين. وأضاف تقرير ”الأسنتيو” أن الاعتصامات عرفت حضور قوات الأمن لكن دون أن يتم تسجيل إلى أي تدخل، خاصة باعتبار أن المحتجين من أساتذة وأطباء وبياطرة وعمال سونلغاز وغيرهم من المشاركين انتفضوا بكل هدوء بعد إلقاء ممثلي المكاتب الوطنية للنقابات كلمة تم خلالها قراءة بيان التكتل الاخير وحث المنخرطين على بداية جمع التوقيعات الخاصة بمليون توقيع لالغاء قانون التقاعد، علما أن عملية جمع التوقيعات تسير بوتيرة جيدة خاصة في قطاع التربية حيث تم تسجيل امضاءات بالجملة في قطاع من طرف الموظفين ومن المقرر انتهاء العملية في ظرف 10 أيام نظرا لكثافة الموظفين المرحبين بالمبادرة. واعتبرت ”الأسنتيو” أن خروج العمال بقوة ونجاح الاعتصامات أمس، تأكيد على تمسك المحتجين بمطالب التكتل الذي يشدد على تفاوض وحوار بناء سيجعل من النقابات شريك حقيقي لتفاوض يكلل بتلبية المطالب المرفوعة خاصة ما تعلق الأمر بتحسين القدرة الشرائية إعادة إدماج العمال المفصولين من عملهم بسبب نشاطهم النقابي. كما يصر التنظيم على وقف التجاوزات والضغوطات التي تتعرض لها القواعد النضالية، إضافة إلى إخضاع عملية الخصم من الأجور نتيجة الإضراب إلى التفاوض مثلما ينص عليه القانون وكذا إشراك النقابات في جميع القرارات المصيرية للعمال.