دخلت ستة فتيات طالبات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، في إضراب عن الطعام، وهذا احتجاجا عن المشاكل والأزمات التي تعيش على وقعها المدرسة العليا منذ سنوات. وجاء في رسالة وجهتها الطالبات إلى الرأي العام وأيضا إلى السلطات العليا بالبلاد وعلى الخصوص مصالح وزارة الثقافة، بحيث قالت الطالبات ”باسمنا نحن كطالبات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة قررنا أن ندخل في إضراب عن الطعام، للمطالبة بحل الأزمة التي تعيشها المدرسة وأيضا حل المشاكل التي يتخبط فيها طلبة الفنون الجميلة”، وجاء في الرسالة أيضا أن ”الإضراب عن الطعام سيبقى مفتوح إلى غاية حل الأزمة”. واتهمت الطالبات المضربات عن الطعام، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بعدم تمسكه بالوعود المقدمة خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى المدرسة بتاريخ 15 جانفي الماضي، بحيث أكد الوزير ميهوبي خلال الزيارة أنه سيتم النظر في المشاكل في مدة لا تتجاوز العشر أيام، وجاء في الرسالة أنه لم يتم فتح باب الحوار مع الطلبة، وأيضا لم يتغير أي شيء فيما يخص المشاكل المرتبطة بالجانب اللوجيستيكي الخاص بالحرم الجامعي وأيضا جانب الإطعام بالمدرسة الذي تسييره على حاله، كما أضاف الطلبة أن الوزارة الوصية لم تكلف أي لجنة بيداغوجية بأي مهمة. ويناشد طلاب المدرسة العليا للفنون الجميلة الوزير عز الدين ميهوبي، بحيث أصبح الوضع خطير بالمدرسة، خاصة أن صحة وحياة ستة طالبات في خطر. ومن بين النقاط التي تؤثر على المسار التعليمي للطلبة بالمدرسة، نذكر أنه تم توقيف النقل بين الإقامة الجامعية والمدرسة العليا للفنون الجميلة، وكذا التسيير المتعسف وغير المنظم للمدرسة العليا للفنون الجميلة، بحيث تم غلق الورشات التكوينية داخل المدرسة، كما يشتكي الطلبة من عدم حصولهم على شهادة تخرج تضمن انخراطهم في الحياة العملية بشكل طبيعي، كما يتم استغلال مساحة كبيرة من المدرسة لأغراض خاصة من قبل المدير السابق، وأيضا امتعاضهم من ظروف الإقامة بملحقتي برج الكيفان وبني مسوس، والمطالبة بتوفير الأمن داخل الحرم المدرسي وتحسين المنهاج العلمي وفق المعايير الحديثة، ونشير أيضا إلى رفض الإدارة ترسيم نظام ”أل أم دي” فيما يخص الأشخاص الذين يتبعون النظام الكلاسيكي، إضافة إلى التضييق على الطلاب المطالبين بحقوق المتمدرسين بالمعهد، وكذا طرد الإدارة بعض الطلبة المنددين بالسياسة المنتهجة والمدافعين عن حقوقهم. وللإشارة، يأتي الإضراب تواصلا للإضرابات السابقة التي قام بها الطلبة، على غرار إضراب 2004، وأيضا إضراب 2015 في حقبة الوزيرة نادية لعبيدي والذي يتواصل إلى غاية اليوم في زمن الوزير عز الدين ميهوبي. ونذكر أن مصالح الإدارة المركزية لوزارة الثقافة أكدت على مرافقتها إدارة المدرسة العليا للفنون الجميلة في الحوار المفتوح، والمتواصل مع طلابها من أجل التكفل بمطالبهم الإجتماعية والبيداغوجية. وذكرت المصالح في بيان بكل مراحل الحوار الذي تم مع الطلبة بتوجيهات من الوزير عز الدين ميهوبي الذي تنقل شخصيا يوم 15 جانفي 2017 إلى مقر المدرسة للاستماع إليهم، حرصا من الوزارة على إيجاد الحلول المناسبة لكل الإنشغالات المطروحة. وفي هذا الإطار قام ميهوبي بدعوة أعضاء المجلس البيداغوجي للمدرسة للإجتماع بمقر الوزارة بتاريخ 18 جانفي 2017 للتشاور حول المناهج العلمية والقانون الأساسي للمدرسة، وأكد لهم رعايته ومرافقة إدارة المدرسة للتوصل إلى تطوير المناهج العلمية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (الوزارة الوصية بيداغوجيا) وهي مهمة تتطلب وقتا لتحقيقها. وفي الوقت الذي تسعى فيه وزارة الثقافة لإيجاد حل نهائي بخصوص إيواء الطلبة في الأحياء الجامعية، يبقى التواصل قائما معهم لدراسة المطالب المتبقية المتعلقة بالجانب البيداغوجي، وسترافق الوزارة الطلبة لتنظيم جمعيتهم العامة في أقرب وقت لإنتخاب ممثلين عنهم. وأكدت الوزارة مرة أخرى أنها لم ولن تدخر جهدا من أجل التكفل بالمطالب المطروحة، كما أنها كلفت إدارة المدرسة بمتابعة الوضعية.