”يداك أوكتا وفوك نفخ”.. مثل ينطبق على شاب في العقد الثالث من عمره اتخذ من صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” مصدرا للتباهي وعرض رجوليته كما قال، لكن ليس في الكشف عن مواهبه في مختلف المجالات وتطلعاته المستقبلية في محاولة منه للظفر بمنصب عمل، كما يفعل باقي أقرانه ولكن بأخذه صور له وبحوزته مسروقاته اليومية. التمس النائب العام ضد الشاب الثلاثيني عشر سنوات سجنا نافذا تأييدا للحكم الابتدائي الصادر ضده القاضي بإدانته بعشر سنوات حبسا نافذا للعثور بحوزته على حقيبة ظهرية بها واحد كيلوغرام من المخدرات، أكد أنه سرقها من مستخدمه ظنا منه أن بالحقيبة مبلغ مالي هام وليست مخدرات، كما ورد في ملفه القضائي، غير أن مستخدمه أنكر مطلقا ملكيته للحقيبة المسروقة وشدد على أنه أثناء الوقائع لم يكن متواجدا بأرض الوطن وإنما سافر لأحد البلدان وأنه لا علاقة له بالمتاجرة بالمخدرات. واعترف الشاب، في جلسة محاكمته بالغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، بأنه اتخذ من السرقة مصدر رزق له ولباقي افراد عائلته باعتباره الابن الاكبر ومن يعيلهم، كون والدته - كما أوضح دفاعه - مصابة بالمرض. وأضاف الشاب أنه تعود على سرقة مختلف الأشياء من هواتف نقالة وقارورات غاز البوتان وكل ما يقع بيده لتحصيل رزق يومه، مشيرا الى أنه يلتقط كل يوم صورا له وبحوزته الاشياء التي تمكن من سرقتها لعرضها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” للتباهي. وأفاد ذات الشاب أنه تلقى عرضا من أحد الأشخاص بالعمل عنده فوافق على الامر بدون تردد، إلى أن قرر في أحد الأيام سرقة حقيبة الظهر الخاصة بمستخدمه لظنه أن بها مبالغ مالية هامة، فتم إلقاء القبض عليه من طرف المصالح المختصة ويجد نفسه محل متابعة قضائية في ملف مخدرات وحيازة سلاح أبيض، لأن عملية تفتيش الحقيبة أسفرت عن العثور بها على كمية من المخدرات يقارب وزنها واحد كيلوغرام، وتمت إدانته بناء على هذه الوقائع بالمحكمة الابتدائية للجنح بعشر سنوات حبسا نافذا، حيث أنكر مستخدمه ملكيته للحقيبة التي عثر بها على كمية المخدرات، مؤكدا أنه أثناء وقائع قضية الحال كان خارج أرض الوطن. وأنكر المتهم، في رده على أسئلة رئيسة الجلسة، تورطه في عالم الاتجار وترويج المخدرات، مؤكدا أنه سبق له أن تناول هذه السموم وتمت إدانته في قضية واحدة، مستغربا إفادة مستخدمه بالبراءة في ملفي مخدرات متابع بهما، وإدانته بالحكم السالف الذكر بالمحكمة الابتدائية. وعبّر المتهم في آخر مجريات محاكمته لرئيسة الجلسة عن ندمه لارتكابه الافعال المتابع بها في قضية الحال، فيما التمس دفاعه إفادته بأقصى ظروف التخفيف كون موكله الأكبر بين اخوته وهو معيل عائلته الوحيد.