أحيت الفرقة الموسيقية الصينية ”تشيفونغ إثنك أوبراأند دانس دراما تياتر” سهرة أول أمس الأحد، بأوبرا الجزائر ”بوعلام بسايح” بالعاصمة، حفلا فنيا متنوعا أمتعت خلاله الجمهور الحاضر بباقة من الأغاني والرقصات الفلكلورية القادمة من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم. وتحت عنوان ”البراري الجميلة موطني”، عرفت هذه السهرة التي استمرت لحوالي الساعة من الزمن حضورا مميزا للجمهور الذي استمتع بمجموعة من أجمل الأغاني واللوحات الفنية الراقصة القادمة من شمال شرق الصين، والتي امتزجت فيها بهرجة الأزياء التقليدية للفنانين المغول برشاقة حركاتهم وتنوعات أصواتهم بتميز آلاتهم الموسيقية. واستهل هذا الحفل المنظم في إطار الاحتفال بالذكرى ال59 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائروالصين واحتفاء أيضا بالسنة الصينية الجديدة 2017- ثلاثة فنانين أبدعوا في أداء أغنية جماعية تحية لأراضي المغول التاريخية بمنطقة البراري الشاسعة في منغوليا الداخلية ذاتية الحكم ومنغوليا وجنوب سيبيريا، قبل أن يقدم مجموعة راقصين قصيدة غنائية احتفاء بالعام الصيني الجديد الذي يسميه الصينيون ”مهرجان الربيع”. وما ميز الحفل أيضا تقديم أغنية فردية للفنانة سا ري نا بعنوان ”الأراضي العشبية الواسعة” تكريما للأراضي الأم للمغول، بالإضافة لفقرة موسيقية منوعة في التراث المغولي القديم ميزتها الملابس التقليدية لأعضاء المجموعة والمسماة ”ديل” وكذا استعمال العديد من الآلات التقليدية المعروفة لدى المغول على غرار الآلة الوترية”فيدلي”. ولعل من أبرز ما قدمته هذه الفرقة الفنية القادمة من مدينة ”تشيفونغ” النوع الموسيقي التقليدي الأشهر لدى مغول الصين ال”خومي”، وهو أداء غنائي عريق مسجل في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، وقد اختارت الفرقة أن تكرم عبره”جنكيز خان” المحارب الأسطوري ومؤسس إمبراطورية المغول بداية القرن الثالث عشر. وكان ختام الحفل بعروض استعراضية راقصة تحت عنوان ”المشي في الأراضي العشبية”، في إشارة للرمزية التاريخية والروحية والحضارية لبلاد المغول، وهذا وسط تصفيقات حارة من الجمهور الذي تشكل في أغلبه من أفراد الجالية الصينيةبالجزائر.