المرح واستعمال الكثير من الآلات الموسيقية التقليدية هما السمتان اللتان تتصف بهما فرقة "لوس كالشكيس" لتقديم أجمل أغانيها وقطعها الموسيقية نهاية الأسبوع الماضي بقاعة الموقار. للمرة الثالثة وبعد 36 سنة من آخر زيارة لها، عادت فرقة لوس كالشكيس إلى الجزائر وأحيت حفلا فنيا أهدت من خلاله للجمهور، باقة من زهور مسيرة فنية تجاوزت الأربعين سنة، جابت من خلالها العالم وقدمت أكثر من ثلاثة آلاف عرض فني، وغنت الفرقة وعزفت طوال ساعة ونصف متناولة مواضيع متفرعة من الحب ومغامرة البحث عن الكنز إلى حديث الناي مع القيتار وحكاية راع، من منطقة الأنديز بأمريكا الجنوبية. قدّمت الفرقة أغاني بأصوات الباريتون والتينور، التي ملأت القاعة بقوتها وجمالها، فغنت عن الأرجنتين، الشيلي، كوبا وفنزويلا وأهدت الجمهور أغنية رائعة تحت عنوان "كوبا"، بالإضافة إلى أغنيات أخرى مثل "تشي غيفارا" والأغنية التي اشتهرت بها الفنانة الفرنسية اديت بياف والتي أخذتها من تراث الأنديز"لافول" (الحشد). وعزفت الفرقة موسيقى إيقاعية عادت بالحضور إلى جبال الأنديز ودفعته إلى الركض في البراري الخضراء والتمتع برؤية السماء الزرقاء واستنشاق الهواء الصافي وهم في أماكنهم يتحركون من خلال مخيلاتهم التي كانت تذهب بهم بعيدا ومن ثم تعيدهم إلى حيث هم بكل بساطة. وتخللت الحفل وقفات لهكتور ميراندا مؤسس الفرقة بين كل مقطع غنائي أو موسيقي وآخر، فإما يعرّف بالمقطوعات المقدمة أو يحكي نكتة أو يخاطب الجمهور ويستمع إلى طلباته ليحققها في الأخير، فأضفى على الحفل جانبا من المرح والفكاهة، حتى انه أشرك الجمهور في حفله من خلال تلقينه طريقة التصفيق الملائمة مع أغنية قدمها مع أعضاء الفرقة. وتتكون فرقة لوس كالشكيس من أربعة فنانين ثلاثتهم من الأرجنتين وهم: هكتور ميراندا، انريكي كابواني وبابلو اركيزا بالإضافة إلى الشيلي سرجيو أرياغادا، وكذا الشيلي الآخر الذي يشارك أحيانا في حفلات الفرقة والمدعو ماريو كونتريرس، وتعزف على آلات موسيقية كثيرة وتقليدية كالناي المسمى"كينا" وآخر "كيناشو" وثالث "يانكيلو"، بحيث تشبه هذه الأنواع الناي الذي يعزف به في الجزائر، أما عن بقية الآلات الموسيقية التي تستعملها الفرقة، نذكر "بيزيناس" وهي آلة محدثة للصوت مصنوعة من حوافر الماعز، والبابمو (طبل)، وكواترو وهو قيتار فينزيولي وغيرها.